“Sauvage” فيلم يزلزل شاشات العرض بفرنسا

تشهد قاعات السينما الفرنسية، منذ 29 غشت الماضي، عرض الفيلم الفرنسي الأكثر انتقادا وجدلا “Sauvage” والذي يتناول، في حيز زمني مدته ساعة و39د، حياة شاب في مقتبل العمر (22 عاما) يدعى “Léo”، يعيش حياة التسكع والتشرد بشوارع باريس وملاهيها الليلية الخافتة الإضاءة، باحثا عن الإشباع العاطفي عبر منح جسده المجهد من قساوة الحياة لرجال عابرين مقابل النزر القليل من المال.

وتهز شخصية “ليو” ‘الشاذة’ الشاشة بحضورها الحيواني القوي والمستفز للمشاهد العادي؛ فهو شخص منعزل ووحيد يعيش على هامش المجتمع دون قيود أو أحكام قيمة ودون أي هدف أو تطلع مستقبلي، فقط انتظارات وتيه سعيا وراء “حب” لا تهزمه القوانين ولا الأعراف.
وقد حرص السيناريست ومخرج الفيلم “Camille Vidal-Naquet” على عدم إعادة إنتاج الصورة النمطية عن الدعارة كوسيلة لكسب المال، حيث إن “(ليو / Léo) لا يولي أي اهتمام بالمال إذ لم يكثرت، ولو مرة، بما يجنيه من مال، ولا نراه مهتما بصرفه.  فأن أظهر عدم ارتباطه بكل ما هو مادي…كان أمرا مهما بالنسبة لي”، يقول “Camille Vidal-Naquet”.

وأضاف “لا يسعى الفيلم إلى رصد وفهم الأسباب والظروف التي أوصلت “ليو” لما هو عليه ولكن يدعو لمشاركته معيشه اليومي وقوة وقسوة اللحظات التي يجتازها”.
كما أعلن Camille Vidal-Naquet” في حوارصحافي، أنه حاول التزام الحياد؛ فلا هو يحاكم ولا هو يشجع على ما جاء في الفيلم، بل يعرض، فقط، لشخصية تعيش وفق قوانينها الخاصة.

وقد لازم السيناربست/المخرج بائعي الهوى لمدة طويلة ونسج معهم علاقات قوية، مما مكنه من رسم معالم شخصية فيلمه “ليو” ونقل معاناتهم والهشاشة التي يحيونها.
ونافس “Sauvage”، الذي يعد أول شريط مطول للمخرج، على جوائز الدورة 71 من مهرجان كان (2018)، وحصل بطله “Félix Maritaud” على جائزة “Fondation Louis Roederer de la Révélation” تشجيعا له على تجسيده لدور “ليو”.