الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤

هذي بلاد ” الهموز “

الأحد 28 أكتوبر 10:10

ابن الثورة في الحقيقة ليست الثورة أمه ولا امرأة أبيه، كما قد يخطر ببال البعض، بل هي عشيقته الأبدية، أحبها من أول همسة، منذ خطرت على البال كأنثى منيعة… حب جنوني جارف… يموت ويحيا لأجلها على مر الزمان كالعنقاء.. كانت ثورة العبيد في روما أول عشيقاته قبل أن ينقل حبه إلى ثورة القرامطة الأفذاذ، ثم إلى الثورة الفرنسية وبعدها الثورة السوفياتية ثم الصينية، ثم ثورة الشباب فرنسا 1968… عشيقات فارهات فاتنات…ظل يستطلع ما يكتب عن عشيقاته من أشعار يحفظها و يتوله بها كأي عاشق متيّم… ومع زحف الزمان مات القلب مع موت الثورات… وأخيرا بدأ القلب الهرم يتحرك، انبعث الحب من جديد مع الانتفاضة، هو يفضل أن يسميها ثورة 20 فبراير، انضم إلى الجموع الشابة عرض عليهم خبرته في التنظيم و سكّ الشعارات، رحب به البعض وشكّ البعض… لكنها هي بالذات ظلت تراقبه وترافقه… صرّح لها بعشقه للثورة، صرحت له بإعجابها به وبشعاراته القوية رغم تقدمه في السن… شغَلته عيناها السوداوان وأطربه رونق صوتها وهي تصيح باسم الثورة والمستقبل… أعطته رقم هاتفها وعنوان صفحتها الفيسبوكية وأعطاها رقمه وعنوان صفحته… عرض عليها مرة جلسة بمقهى على الشاطئ ليستريحا قليلا، استغرق الحديث عن الثورة كل وقتهما… ثم اندثرت 20 فبراير ومات القلب من جديد…
ــ آلو.. أنا… أريد أن أراك.
ــ آلو، مرحبا أين؟
ــ في المقهى المعلوم، مساء
ــ هل هناك من جديد؟
ــ نعم …
وأغلقت الهاتف التقيا، كانت في قمة مظاهر زينتها وعطرها، وكان هو بالكاد يسترجع ملامح عشيقته العشرينية الجديدة.
ــ ما الجديد؟ سألها.
ــ نعم، لقد طلبتك لنضع لعلاقتنا نهاية، أتمنى أن تكون جميلة.
ــ نهاية؟ هل ستقوم الثورة؟
ــ لا بد من وضع حد لهذه العلاقة، إما أن نتزوج و إما أن تتركني أبحث عن حظي.
ــ كيف، ولكني متزوج وأولادي يقاربونك في العمر.
ــ ولمَ لا؟
ــ ولكنني أحب زوجتي وأولادي ولا أفكر في الزواج مرة ثانية.
ــ لعلمك، لقد عرضت علي فرصة ذهبية بالسعودية ورفضتها من أجلك.
ــ ماذا تقولين؟
هذه هي المرة الثانية التي نلتقي فيها، كأصدقاء ويدور بيننا هذا الحديث العجيب
ــ لقد أحببتك منذ أول يوم ووددت أن أضمك لصدري وأرشف حكمة الثورة من لسانك..
ــ و20 فبراير والروح والدم؟؟؟ لكل مقام مقال، أنا لم أستفد شيئا لقد خانتني الثورة .
ــ هل تعلمين أن الشباب في بلاد الثورات الحقيقية، يتعرفون على بعضهم أكثر من عقد من الزمن قبل أن يفكر الشاب والشابة أو يقررا الزواج من بعضهما؟؟
ــ تلك بلاد الثورات، أما هذه فبلاد ” الهموز ” و ” اللي غفل طارت عينيه ” و ” ما يديها غير زعيم ولا كريم ولا مسخوط الوالدين “.. حملق فيها بعينين دامعتين … ورحل.

أضف تعليقك

المزيد من ثقافة وفنون

الإثنين ١٨ دجنبر ٢٠١٧ - ١٢:٠٩

“دبي السينمائي” يُعلن عن الفائزين بجوائز “المهر”

الإثنين ٢٦ مارس ٢٠١٨ - ١٠:٣٦

فيلم (الأصليين) يُتوّج بجائزة أفضل فيلم بمهرجان الأقصر للسينما

الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٨:١٥

ندوة “هل ينبغي للفنان أن يتخصص؟”، ضمن فعاليات معرض “عبد الكبير ربيع”

الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ - ٠٢:٠٣

تعيين كريستوف تيرشيشت مديرا فنيا لمهرجان الفيلم بمراكش