الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤

السمنة ستكلف العالم 1.2 تريليون دولار عام 2025

الأربعاء 11 أكتوبر 11:10

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمحررتها الصحية سارة بوسلي، تقول فيه إن تكلفة علاج الأمراض الناتجة عن السمنة في العالم ستصل إلى 1.2 تريليون دولار في العام ابتداء من عام 2025، إن لم تتخذ إجراءات لوقف تفاقم هذا الوباء، بحسب تقديرات الخبراء. 
يشير التقرير إلى أن السمنة والتدخين يعدان السببين الرئيسين وراء الأعداد المتزايدة من السرطانات والنوبات القلبية والجلطات والسكري في أنحاء العالم، التي تجمع رسميا تحت عنوان الأمراض غير المعدية، لافتا إلى أن هذه هي أكثر الأمرض تسببا في الوفاة في العالم الحديث.
وتقول بوسلي إن أمريكا تواجه أكبر فاتورة علاج، حيث سترتفع من 325 مليار دولار في عام 2014 إلى 555 مليار بعد ثماني سنوات، وذلك جزئيا بسبب ارتفاع تكلفة العناية الطبية في أمريكا، مستدركة بأن الدول كلها تتوقع أن ترتفع تكلفة العلاج بشكل كبير، التي ستكون غير ممكنة لبعض الدول، ففي بريطانيا يتوقع أن ترتفع الفاتورة من 19 مليار دولار إلى 31 مليار دولار عام 2025، حيث حذر المدير العام للخدمات الصحية الوطنية سايمون ستيفنز من أن السمنة ستتسبب بإفلاسها.
وتذكر الصحيفة أن الخبراء يتوقعون أن تنفق أمريكا على مدى الثماني سنوات القادمة 4.2 تريليون دولار في علاج الأمراض المتعلقة بالسمنة، فيما ستنفق ألمانيا 390 مليارا، والبرازيل 251 مليارا، والمملكة المتحدة 237 مليارا، إن لم تقم هذه الدول بفعل المزيد لمحاولة الحد من انتشارها.
ويلفت التقرير إلى أن هذه الأرقام تأتي من الاتحاد العالمي للبدانة، الذي يقول إنه سيكون هناك 2.7 مليار شخص في العالم يعانون من السمنة والوزن الزائد بحلول عام 2025، كثير منهم سينتهي بهم الأمر لأن يكونوا بحاجة للعناية الصحية، ما يعني أن ثلت سكان العالم سيعانون من الوزن الزائد أو السمنة.
وتفيد الكاتبة بأن تقدير الاتحاد يظهر أن أعداد المصابين بالسمنة من البالغين تستمر في الزيادة، ففي أمريكا في 2014 كان ثلث الرجال والنساء يعانون من السمنة (34%)، وبحلول عام 2025 ستصل النسبة إلى 41%، وفي المملكة المتحدة كان أكثر من ربع البالغين (27%) يعانون من السمنة عام 2014، ويتوقع أن تصل النسبة إلى 34% بحلول عام 2025، مشيرة إلى أنه يتوقع أن ترتفع النسبة في مصر من 31% إلى 37% من البالغين للفترة ذاتها، في الوقت الذي سترتفع فيه النسبة في كل من أستراليا والمكسيك من 28% إلى 34% إن لم يتغير شيء.
وتنقل الصحيفة عن البروفيسور إيان كاتيرسون من الاتحاد، قوله: “إن التكلفة الطبية السنوية لعلاج نتائج السمنة، مثل السكري وأمراض القلب، أمر مخيف.. فقد أظهرت المراقبة المستمرة للاتحاد كيف زاد انتشار السمنة بشكل كبير على مدى العشر سنوات الماضية، ومع توقع ارتفاع عدد المصابين بالسمنة إلى 177 مليون بالغ بحلول عام 2025، فإن على الحكومات أن تفعل شيئا الآن لتخفف من العبء على اقتصادها الوطني مستقبلا”.
ويورد التقرير نقلا عن مدير سياسات الاتحاد تيم لوبستين، قوله إن الاتحاد قام في تحليله هذه المرة ولأول مرة، بمناسبة يوم السمنة العالمي، الذي يصادف يوم الأربعاء، بالأخذ بعين الاعتبار أمراضا إضافية غير السرطان والسكري وأمراض القلب، مثل الأضرار التي تصيب المفاصل، التي قد تنتج عنها عمليات استبدال مفصل الورك واستبدال الركبة وآلام الظهر، “وهذا هو سبب الأرقام الخيالية.. بعض الدول الفقيرة غرقت”.
وتبين بوسلي أن البلدان ذات الدخل المحدود لديها أنظمة عناية صحية بالكاد تستطيع أن تغطي الولادة والأمراض المعدية، وليس لديها الموظفون ولا المال اللازم للتعامل مع الأمراض المزمنة الشائعة، مثل السرطان وأمراض القلب، التي تتسبب بها السمنة.
ويقول لوبستين: “بالنسبة للدول ذات الدخل المتوسط، سنرى أثرا كبيرا.. فالبلدان مثل الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، حيث الخدمات الصحية تعاني فإنها ستصبح ضحية لمعاناة أكبر”، فهذه مناطق زادت فيها السمنة بشكل سريع جدا في الأعوام الأخيرة.
وتستدرك الصحيفة بأن التكلفة المتزايدة ستتسبب بمشكلة لكل بلد في العالم، بحسب لوبستين، الذي قال: “سيشكل هذا عبئا كبيرا إما على الدولة، أو على الشخص، أو على خدمات التأمين، التي لن تستطيع التحمل بكل بساطة، فكم يمكن لرسوم التأمين أن تصل؟”.
ويجد التقرير أن فرض ضرائب على المشروبات السكرية إجراء مهم يمكن للحكومات اتخاذه، حيث تقول المديرة التنفيذية للاتحاد الدكتورة جوهانا رالستون: “الآن هناك تركيز على المشروبات المحلاة بالسكر وهذا أمر جيد، فأعتقد أنه مثل ما كان الأمر مع الدخان، تريد أن تجد شيئا ملموسا تقوم به الحكومات.. لكن حتى ذلك لا يكفي”.
وتنوه الكاتبة إلى قول الخبراء إن الإنفاق بشكل أكبر على علاج السمنة سيوفر على البلدان ملايين الدولارات على المدى الطويل، مشيرة إلى أن القيام بعمليات لتصغير المعدة هي إجراء فاعل في التقليل من الشهية، حيث أثبتت الدراسات أن بإمكانها عكس حالة السكري من النوع 2، ما يحسن فرص حياة صحية، لكن ليس هناك علاج كاف للبدانة، بحسب رأي رالستون. 
وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى قول رالستون: “أحد الأسباب هو أن الاتفاق على أن السمنة مرض بدأ فقط الآن في الظهور.. وهذا سيساعد في مسألة الوصمة المرتبطة بها، عملية تصغير المعدة تدخل رائع، لكنها واقعيا ستكون مفيدة لنسبة صغيرة من الناس، ويجب أن تقدم مع أشكال أخرى من الحفاظ على الوزن، فيجب توفير أكثر من وسيلة لكل شخص (لتخفيف الوزن)”.

أضف تعليقك

المزيد من سياسات دولية

الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٣٦

القمر الدامي يطل على سماء العالم هذه الليلة

الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٨ - ١١:٤٥

الظواهري يدافع عن “الإخوان المسلمين”

الأحد ٢١ يناير ٢٠١٨ - ١١:٢٠

“عبد الرؤوف” يحارب المرض بالقراءة من داخل المستشفى

الثلاثاء ٠٦ فبراير ٢٠١٨ - ٠٣:٣٠

“الديفا المغربية” في حفل كبير ضمن فعاليات “قفطانورتي”