الإثنين ٠٩ دجنبر ٢٠٢٤

نور الدين الصايل: “السينما أنقذتني من الحياة”

الأحد 11 نوفمبر 20:11
16480

أعلن نور الدين الصايل، رئيس المركز السينمائي المغربي السابق ومفتش مادة الفلسفة سابقا، أنه ليس دولوزيا (نسبة إلى جيل دولوز)، وأن له قراءة خاصة للمجهود الفكري الذي قام به دولوز حول السينما، وذلك أثناء حديثه عن كتابيْ: (الصورة- الحركة) و(الصورة- الزمن). 
وقال الصايل، في ليلة الفلاسفة التي احتضنها المعهد الفرنسي بالدار البيضاء مساء أمس السبت، إن السينما لم تنقذ حياته، بل الأحرى أنها “أنقذته من الحياة”. مضيفا أن السينمائيّين، كما جميع المشتغلين بالفنون على نحو عام، لا يحتاجون الفلسفة للتفكير وتأمل السينما. فالفلسفة وسيلة وليست علمًا يمتلك محتواه الخاص. كما أن السينما التي تشكل مجالا لاهتمامه هي التي تسمح بانطلاق المعاني وتحريرها عبر تشكيل انفعالات وأحاسيس تُقاتل لتقترح حقيقة أخرى للأشياء. وهو ما عبر عنه بـ”النظام”، فأي فيلم يقترح “نظاما” متكاملا يجعله، إما يشاهده إلى نهايته، وإما يغادر القاعة بعد مرور 40 دقيقة؛ والمخرج المبدع هو الذي يستطيع أن يمر اللامتناهي لاستعادته، تماما مثل النحات- مثل “دافينشي” أو “غويا”- الذي يرى المنحوتة في قطعة الرخام قبل أن يشرع في عمله، على نحو لا يمكن أن يراها سواه. وهذا هو نظام الأشياء التي يقترحها علينا كل فيلم سينمائي.

واستشهد الصايل  بفيلم “A space odyssey :2001” لمخرجه ستانلي كوبريك، بوصفه “أحد أحسن الأفلام في تاريخ العالم”، وبأنه فيلم مركّب من الموسيقى، المتمثلة في مقاطع ليغيتي، وريتشارد شتراوس، وجون شتراوس؛ لأن العالم أتى من صوت تكوَّن منه كل ما سيكون من ضوء وأشياء.

وأوضح الصايل أن “أوديسة الفضاء” يحكي فيها كوبريك قصة العالم منذ إنسان ما قبل التاريخ وصولا إلى مرحلة الذكاء الصناعي وما سيحدث مستقبلا، مشيرا إلى تصوير المخرج الأمريكي خوف الإنسان من الاختفاء بسبب تطور الذكاء الصناعي منذ الستينيات، واستمرار ذهاب العالم دون أن يعرف إلى أين، الذي تعكسه لقطة توجه المركبة إلى كوكب المشتري.
ويرى الصايل أن قوة الذات تكمن في المعرفة التي يجب أن تكون هدفا لنا بوصفنا أناسا، ويضيف قائلا إن “في الفهم من أجل الفهم فرحة اسبينوزية؛ لأنه داخل هذا المجال المغلق نجد انفتاحا مطلقا فيه معرفة لذاتها نحس نتيجتها بالحبور، وبذلك يكون الأبد الشيء الوحيد الذي يجب أن نفكّر فيه، مع كل ما نعيشه وما سنعيشه، ورغم الفواجع التي نراها”.

وذكّر الرئيس السابق للمركز السينمائي المغربي بأن ضرورة “قول نعم” للوجود بأكمله، لا لأنفسنا وحدنا، تتمثل في أن إحساسنا بلحظة حبور واحدة يعني أن الوجود بكامله قد التحم من أجل جعلها ممكنة، قبل أن يتمنى لجميع الحاضرين “سعادة أبدية” في بعدها الفلسفي.
وتحدث الصايل عن مفهومي “الترتيب” و”المسافة”؛ “الترتيب” بمعنى أن العمل السينمائي يقدم للمتلقي إمكانية “إعادة ترتيب العالم” ومشاركة السينمائي عمليته الإبداعية والرغبة في ترتيب العالم المبعثر. فيما تعني “المسافة” أخذ مسافة من كل شيء كما تطرحها السينما عامة، فالشاشة، حسب نور الدين الصابل، تعلم المتلقي أن “يحتل المكانة التي يجب أن يحتلها”. كما أن هناك مسافة أخرى بين آلة بث الصور والشاشة، وبين الكاميرا والأشياء المصورة، وبين الواقع والخيال، وبين المرئي واللامرئي، وبين المقول واللامقول.. إلخ.

وقال الصايل إن القوى السينمائية الكبرى في العالم تحمي مصالحها في العالم بأكمله، وأن منطق الهيمنة هو الذي يسطر رؤيتها لنا كسوق. وأضاف أنهم ينجزون سنويا مئات الأفلام التي تكسح أسواقنا وتعود عليهم بالعائدات المالية الضخمة جراء استثمارها في صالاتنا. 
وتابع الصايل أن القوى السينمائية الكبرى، وتحديدا الولايات المتحدة، تضع اليد على خيالنا وعل أي إمكان يسمح بأن يكون لنا تعبير حرّ ومستقل. 
ودافع نور الدين الصايل، بعيدا عن أي نزعة متطرفة تجاه ما تطرحه التكنولوجيات الحديثة (الفيلم على المحمول)، عن وجود القاعة السينمائية. معتبرا أنها ما يشكل سحر السينما.

وانتقد المتحدث السياسة التي تنهجها الحكومة الحالية حيال قطاع السينما، وذلك منذ 2014، مؤكدا أنه يجب إيلاء الأهمية القصوى لوضع مزيد من البنيات التحتية من خلال تشييد القاعات والمركبات السينمائية الكبرى وعدم الاقتصار على رقمنة أو ترميم القاعات الموجودة، وذلك بهدف خلق سوق سينمائية داخلية وتطوير تسويق الإنتاج السينمائي الوطني والأجنبي، حتى حتى يتم استكمال المنظومة السينمائية الوطنية، التي يتعين أن تنهض على محوري: دعم الإنتاج من جهة، وتشييد المركبات السينمائية من جهة أخرى.
وأكد الصايل أن الوزارة الوصية مطلوب منها أن تعتمد سياسة دعم المستثمرين في هذا المجال، من خلال تقديم تسبيقات مالية يتم استرجاعها بشكل تدريجي، إضافة إلى توفير تسهيلات بنكية في هذا المجال، مضيفا أن ذلك يشكل مشروعا “استثماريا واقتصاديا مهما من شأنه أن يرفع من عدد القاعات والمركبات السينمائية، والتي بدورها ستعطي دفعة قوية للإنتاج السينمائي الوطني والأجنبي..

أضف تعليقك

المزيد من ثقافة وفنون

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٨:١٥

تاغنجـــــــــــــــا

الإثنين ٠٤ يناير ٢٠٢١ - ٠٣:١٥

إطلاق الدورة الثالثة عشرة لجائزة الحسن الثاني للبيئة

الأحد ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٥٣

هل من صناعة سينمائية في المغرب؟

الأربعاء ٢٧ دجنبر ٢٠١٧ - ١٠:٣٠

سينما مصرية: أفلام تستقبل 2018