نخب “مجوعفة” تعطي جامعة كسيحة

عمر لبشيريت

حول التصنيف العالمي للجامعات، لا يمكن تحميل المسؤولية للدولة فقط. لا يمكن بتاتا. الجامعة تعكس إرادة مجتمع بنخبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وتعكس كذلك نهضة مجتمع..
الجامعات المصنفة تجر وراءها قرنين من الاستقلالية والبحث والابتكار وتدخل نخب المجتمع.
أعرق جامعة في كندا McGill ,احتلت المرتبة 48، أنشأها رجل الأعمال James McGill وفوت لها مئات الهكتارات في وسط موريال. هذه الجامعة، التي اخترعت رياضة الهوكي وكرة القدم الأمريكية وأعطت عشرات الحائزين على نوبل، مولها ورعاها رجال الأعمال ونخب المجتمع “الشبعانة قراية وفن وحياة”، ولم تحصل على أول دعم مالي من الحكومة إلا بعد مرور قرن على إنشائها.. وليست في حاجة إليه.. المجتمع حاضنها وراعيها.
هذه الجامعة، تخرج منها 12 فائز بنوبل, و147 حائز على منحة اوكسفورد وثلاث وزراء أولين بكندا، و13 قاضيا بالمحمكة العليا، وأربعة رؤساء دول اجانب، وتسعة حائزين على الأوسكار ، و13 فائزين بجوائز Grammy Awards، وثلاث فائزين بجائزةبوليتزير للصحافة، و12 بطلا أولمبيا، خرجت من رحم نخب المجتمع ورعتها ومازالت هذه النخب..
أكبر رجال الأعمال والشركات أسسوا ويمولون مختبرات بملايير الدولارات. أثرياء ومشاهير وأبناك وشركات ومواطنون أسسوا ووهبوا منحا دائمة، بملايين الدولارات، تحمل أسمائهم للطلبة ولمراكز البحث..
أعرف شخصيا، أستاذا حامعيا وكاتب دولة سابق( كان من ضمن المرضى الذين أرعاهم) منح نصف ثروته لتمويل ثلاث منح للطلبة بالجامعة التي درس فيها وحضرت حفل توزيع المنح رحمة الله عليه..
الجامعة ثقافة ورهان وإيمان مجتمع، وليست قضية الدولة وحدها…
في المغرب،ماهو عدد المختبرات او المكتبات او المنح أو الهبات التي يمولها عزيز أخنوش ومولاي حفيظ العلمي ومول الضحى وعثمان بنجلون ومريم بنصالح و زيد وزيد…
الليبرالية والارستقراطية والبورجوازية ثقافة ماشي ريع وتجلاج وهمزة وتجوعيف والبخ والوش…
من يحب ويفخر بمجتمعه وبلده يهبه سبل التقدم، لا “يجقره”..