إفادة الأربعاء 15 أغسطس 2018 - 01:00

ميسي والطفل اليتيم.. شكرا لمن فكّر وأبدع الفكرة

لم يكن والده سوى سائق أجرة بمدينة طنجة، لم يكن وزيرا ولا مسؤولا أمنيا أو غيره بالمدينة أو بمجالسها المتعددة، فهو عكس كل ما تم الترويج له، كما هي العادة عند البعض، ممن يبحثون عن “السكوب” الذي سرعان ما يتحول إلى “كذوب” ليختفي بعده كاتبو الخبر، دون أن يمتلكوا الجرأة حتى للاعتذار للقراء إن كان لهم أصلا متابعون، يكتبون أخبارهم ويقرأونها لوحدهم. يقول عماد الخشوع، الطفل البالغ من العمر 12 سنة، متأثرا في إحدى تصريحاته “لست ابن وزير ولا مسؤول، لست ابن أحد، أنا ابن رجل عادي من حي فقير، أب كانت مهنته سائق طاكسي”.

انتهت الحكاية هنا، لكن أجمل ما فيها هي الفكرة، لأنها تفرض على الجميع أن يقدم التهنئة لمن أبدعوها. كانت هدية للطفل عماد، وجاءت في وقت، لم يشكل فقط حلم طفل يعشق “البارصا” بنجومها وفي مقدمتهم ميسي، فقد تابع الجميع كيف أن مسؤولا بالجهة الشمالية، لم يبق أمامه سوى “اختطاف” ميسي لالتقاط صورة معه في المنصىة الشرفية، في منظر مستفز، ولكنه شكل مواساة حقيقية لها قيمتها الإنسانية البالغة والمؤثرة، كانت عبارة عن تعزية من نوع آخر لم نألفه في مجتمع لا يواسي في عزائه سوى بالبكاء والنحيب، لقد أدخلوا الفرحة إلى قلب الصغير وهو ممتلئ بحزن فقدان والده.

ما بين المباراة والموت أسبوع واحد فقد بالضبط، أيام حزن صعبة مرت على الطفل وأسرته، ولحظة منها، لحظة لا تتجاوز دخول الفريقين إلى الملعب، لتنتهي اللقطة، عبر التلفزيون بالطبع، لكنها ستدوم في منزل بطنجة العالية، حيث صورة لطفل داخل برواز، صورة ستعيد ذكريات سعادة لحظة رفقة أفضل لاعب في العالم، وستغيّب حزن فراق أب لا يمكن أن تعوضه صورة مهما كانت قيمتها. لكن للطفولة أحكامها الخاصة. فشكرا لمن فكر وأبدع الفكرة. 

التعاليق

المزيد من رياضة

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق