ميراوي يحث طلبة الطب على التركيز على دراستهم والابتعاد عن الأنشطة السياسية

افادة – رشيد خالص

أكد عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي، على ضرورة عودة طلبة الطب المضربين إلى الفصول الدراسية والابتعاد عن الانخراط في الأنشطة السياسية. جاءت تصريحات الوزير خلال جلسة الأسئلة الشفوية في مجلس المستشارين اليوم، حيث أشار إلى أن طلبة الطب بالغون وقادرون على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.

في جلسة أمس بمجلس النواب، دعا الوزير جميع الأطراف المعنية وأولياء الأمور للعمل على إقناع الطلبة بالعودة إلى الدراسة. كما أعلن عن فتح باب الحوار من قبل عمداء الكليات ورؤساء الجامعات لمعالجة المشاكل القائمة، مؤكدًا على ضرورة تعليق الإضراب واستئناف الدراسة.

وأوضح الوزير أن التعليم في مجال الطب والصيدلة يكلف الدولة ميزانيات ضخمة، والهدف من الإصلاحات الجارية هو رفع مستوى تكوين الأطباء ليصل إلى المعايير العالمية. مشيرا إلى أن الحكومة تستثمر في هذا المجال وتأمل أن يظل نسبة كبيرة من خريجي الطب في البلاد حتى لو اختار بعضهم العمل في الخارج.

وكان الوزير قد واجه انتقادات من بعض البرلمانيين بشأن قرار تقليص مدة الدراسة من سبع سنوات إلى ست سنوات، وهو ما يعتبره البعض سببًا في الأزمة الحالية، مقارنة بمدة دراسة الطب في دول أخرى مثل الولايات المتحدة، التي تمتد لعشر سنوات، وتونس، حيث تستغرق ثماني سنوات.

كما تم التطرق إلى قضية المنح الدراسية الصغيرة لطلبة الطب، التي لا تزيد عن 21 درهما في اليوم، والتي لا تكفي لتغطية تكاليف الغذاء والنقل. إضافة إلى ذلك، انتقد النواب توقيف الطلبة المشاركين في الإضرابات، حيث بلغ عدد الطلبة الموقوفين 66 طالبًا.

ومن القضايا التي يرفعها الطلبة وترفضها الوزارة المشاركة في انتقاء طلبة البكالوريا ورفض المساكن الداخلية والتداريب التطبيقية. وعلى الرغم من الخلافات، أكد الوزير على أهمية الإصلاحات التي تقلص مدة الدراسة من 7 إلى 6 سنوات، والتي يراها الأساتذة مطلباً أساسياً. وأشار إلى أن هذا التغيير جاء ضمن خطة شاملة لتحديث وتحسين نظام التعليم الطبي في المغرب، مستفيداً من تجارب دولية ومشاركة خبراء محليين وأجانب.

وأكد ميراوي أن الإصلاح لم يتم بشكل عشوائي أو متسرع، بل كان نتيجة عام كامل من التفكير العميق والتخطيط الدقيق، مما يعكس التزام الحكومة بتحسين جودة التعليم الطبي وضمان تكوين أطباء على مستوى عالي من الكفاءة.

ختاماً، دعا الوزير الطلبة لإعادة النظر في قرار الإضراب والعودة إلى الفصول الدراسية، مؤكداً على أن الحوار ما زال مفتوحاً وأن الوزارة مستعدة للاستماع ومعالجة الشكاوى والمخاوف بشكل بنّاء، من أجل تحقيق مستقبل أفضل للتعليم الطبي في المغرب.