إفادة
إفادة
الأربعاء 11 أبريل 2018 - 10:15

مهزلة الشهادات العلمية المزورة تلاحق الجامعة الإسبانية

تابع الرأي العام الإسباني مؤخرا باستنكار شديد فضيحة تقديم قادة من الحزب الإسباني الحاكم شهادات علمية مزيفة مسلمة من جامعة إسبانية تابعة للدولة. هذه الفضيحة التي لم تؤثر فقط على الحزب إنما ضربت بمصداقية التعليم العالي الإسباني. وطرح الأمر اليوم خلال جلسة الأسئلة الشفهية بالبرلمان الإسباني حيث طالبت نائبة عن الحزب الاشتراكي  وزيد التعليم العالي  بالحفاظ على مصداقية الجامعات الاسبانية التابعة للدولة . ما أجاب عنه وزير التعليم العالي أنها ان كانت لديها غيرة على التعليم العالي فلتصوت لصالح ميزانيته.

وتعود أحداث القضية إلى يوم 21 مارس المنصرم حينما نشرت جريدة الدياريو الإلكترونية تحقيقا في شأن حصول رئيسة الحكومة المحلية لإقليم مدريد على شهادة ماستر مزورة في القانون المستقل عن جامعة  الملك خوان كارلوس ما ‏بين 2011 و2012 وبينت الجريدة أن مادتي “” تمويل المناطق ‏ذات الحكم الذاتي و”” رسالة الماجستير” وصفتا في الملف الجامعي للرئيسة بعبارة لم يتم تقديمهما من لدن الطالبة المعنية. ليتم تغيير العبارة بعد عامين بطريقة غير شرعية‎ ‎ من طرف موظفة بالكلية المذكورة ووضع نقطة 7.5 وعبارة حسنا لكي تتمكن كريستينا سيفونتيس من الحصول على شهادة الماستر بنقط ‏مزورة. وقد نفى عميد الكلية المذكورة مسألة التزوير واعتبره خطأ إداري لا غير. من جهتها سجلت كريستينا فيديو نشرته على حسابها ‏في توتر تقول فيه:  الى كل من يريدني أن أرحل: تريدونني أن أرحل؟ لن أرحل، أنا رئيستكم وسأظل ‎.”‎

ومباشرة بعد ذلك نشرت الجريدة تحقيقا يبين بأن المعنية بالأمر قد تسجلت بالماستر المذكور ثلاثة أشهر بعد انقضاء الآجال القانونية ولم تلتحق قط بزملائها في ‏الفصل كما لم تتقدم أمام أي لجنة علمية لمناقشة رسالة الماجستير.  وقد نشرت جريدة الكونفيدونسيال الإلكترونية  تحقيقا آخر صرحت فيه ‏أن توقيعين من أصل ثلاثة في تقرير مناقشة رسالة الماستر مزورة وبأن الوثيقة التي قدمتها كريستينا كبرهان على براءتها قد وقعت منذ ‏أسبوعين فقط عكس ما تدعي كريستينا أي 2 يوليوز 2012. 

وخلال الجلسة الشفهية بالبرلمان الإسباني طالب الناطق باسم فريق بوديموس (نستطيع) بتقديم المعنية استقالتها فيما أعلن المتحدث باسم ‏الحزب الاشتراكي عزمه على تقديم ملتمس رقابة ضد سيفونتيس وترشيح الناطق باسم الحزب في البرلمان الجامعي أنخيل   كابيلوندو لرئاسة الجهة. من جهته أكتفى الناطق باسم ‏حزب سيودادانوس (مواطنون‏(‏  قب بطلب فتح تحقيق قبل أن يطالب اليوم سيفونتيس بالاستقالة ويطالب الحزب الشعبي الحاكم بتعويضها. 

ولم تتوقف فضيحة الشهادات المزورة عند كريستينا بل طالت أيضا السيد بابلو كاسادو، الناطق باسم الحزب الشعبي الإسباني مطالبة إياه بتبرير حصوله على شهادة ماستر من نفس الجامعة، جامعة الملك خوان كارلوس التابعة للدولة ‏.

ويزعم بابلو كاسادو الذي حصل على ماستر عن نفس الجامعة ما بين 2008 و2009 من دون الذهاب للجامعة ولا اجتياز امتحان واحد ولا مناقشة بحث التخرج أن الجامعة قد صادقت على معادلة الإجازة التي حصل عليها في القانون على 18 مادة من أصل 22 وتعويض المواد الأربعة الباقية بأعمال أربعة قدمها من دون أن يحتاج إلى الذهاب  للجامعة. وتستنكر الصحف الإسبانية الصادرة اليوم  نجاح بابلو كاسادو في ماستر بإنجاز أربعة أعمال يبلغ مجموعها 90 صفحة. 

وقد أنكر كاسادو  في ندوة صحفية عقبت نشر جريدة الباييس للخبر علمه إن كان باقي الطلبة قد حصلوا على نفس التسهيلات فقد قدم البحوث الأربعة باقتراح من رئيس وحدة الماستر إينريكي آلفاريث كوندي كما أظهر مجموعة من الاستمارات التي تؤكد على تسجيله في وحدة الماستر وتأديته لرسوم التسجيل بماستر القانون المستقل والمحلي.
وتجدر الإشارة إلى  أن الشرطة الإسبانية قد قامت باستدعاء الأستاذ الجامعي إينريكي ألفاريث كوندي للإدلاء بأقواله خصوصا وأنه وراء كل  من فضيحة كاسادو و قبله كرستينا سيفونتس  التي تشغل منذ 2015 منصب رئيسة الحكومة المحلية  لمدريد.

وقد اعتبر الرئيس الإسباني المنتمي للحزب الشعبي والذي يقوم بزيارة رسمية إلى الأرجنتين رفقة وفد من رجال الأعمال الإسبان‎ الجدل القائم حول شهادة الماستر عقيما تماما‎  قبل أن يصرح أن ‏المسألة مع كريستينا سيفوينتس يجب أن تحل بالمفاوضات.‏

التعاليق

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

المزيد من سياسات دولية

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق