إفادة
إفادة
السبت 02 دجنبر 2017 - 10:14

مهرجان مدارس السنيما يعيد تطوان الى زمنها الجميل

مزارع من جبال جورا  بين واقع يسوده الصمت والعزلة وخيال يكتسيه الجموح والهرج. ابنة تبحث عن أب متوفي بين كل الوجوه وفي كل الطرقات. فيروز معلمة  شابة في جبال بعيدة شمال المغرب  تعلم الإبداع بالإبداع. كاترين تتفاجأ بابنها كليمون يعتدي على فتاة بنفس عمره. مراقص ليلية مهجورة. أحلام قديمة وعشاق جدد. أدوم يبحث عن جثثي رفيقيه في السفر قضيا على جدار حدود سبتة. في هذه الارض هناك ثمن يجب دفعه. هم لا يرحمون، في المنفى، في السجن. هرانتدينك وبيرانارزيليك، حمامتان تتطايران في هذه السماء الكبيرة؛ كانت تلك هي الشخصيات المركزية للأفلام التي منحت يوم الجمعة 24 نونبر 2017 جوائز المهرجان الدولي لسينما المدارس بقاعة السينما العريقة “سينما اسبانيول”  بتطوان، خلال حفل الختام الذي قدمته الفنانة المغربية لطيفة أحرار من قبل لجنة التحكيم الدولية التي يرأسها المخرج العربي غسان سلهب أحد رموز السينما العربية.
وقد كانت الأفلام الفائزة الثمانية، بحق، أعمالا فنيا قائمة بذاتها، من حيث الطرح الفني والسينمائي والموضوعاتي، حيث فاز بالجائزة الكبرى فيلم “موسم الصمت” لمخرجه البلجيكي الجنسية تيزيان بوشي. كما فاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم “غياب” لمخرجته السينغالية هوى علييو مناصفة مع فيلم “فيروز” الذي يمثل كلية الآداب بتطوان. أما الجمهور التطواني، فقد منح جائزته لفيلم “الشاب والبحر”. فيما آلت جائزة الإبداع لفيلم “حفلة دائمة” لمخرجه جورج جكوم الذي يمثل المدرسة الفرنسية فرينوا، فضلا عن أفلام و جوائز اخرى.
أعطى المهرجان الدولي لسينما المدارس طعما آخر للمنافسة حيت خاض الطلبة المخرجون المشاركون وغير المشاركين تجربة جماعية غنية فكريا، سواء على مستوى الورشات أو خلال الاستراحات. كما أكد رئيس لجنة التحكيم المخرج، غسان سلهب، أن  “ما يميز هذا المهرجان هو ثراء التبادلات بين الأساتذة والطلاب طلاب الماجستير الوثائقي في تطوان وطلاب من مدارس من جميع أنحاء العالم مع المهنيين المدعوين. لا حاجز هرمي! لا تظاهر! ببساطة العطش لتبادل الخبرات دون حكم مسبق، أو مشاعر المنافسة أو التفوق التي غالبا ما تقع المهنيين والطلاب”. وأضاف: “خلال هذ الأسبوع من المهرجان، تم استجوابي باستمرار من قبل الطلاب. لمست البساطة الكبيرة المتبادلة شغاف قلبي، هلى نحو فاق التوقعات، في الماستر-كلاس أو خلال الدردشة التي تنطلق بشكل عفوي أثناء الوجبات… هذا بالفعل يعزز انتقال الخبرة والمشاركة الحقيقية للطلاب التي لم أجدها في أي مهرجان آخر. كما أنني لاحظت ذلك في ليلة الجوائز النهائية، حيث مساهمة الطلاب خلقت جوا دافئا واستثنائيا”.
وفي حديث مع ضيف المهرجان المخرج المصري سيد سعيد، قال: “ما جذبني إلى تطوان هو رغبة الشباب المغربي الكبيرة في التعلم، وهذا هو النقص الذي نشعر به في كثير من الأحيان في مهرجانات السينما في باقي الدول… أكتشفت في العروض العامة جمهورا شابا، مختلطا، له دوافع ويتفاعل بقوة مع الأفلام. ومن وجهة نظري، الجو الذي ساد في القاعة الكبرى للسينما الإسبانية يظهر كيف  استطاع المهرجان بطريقة عجيبة إرجاع العصر الذهبي للسينما، وتحقيق مصالحة  الشباب مع قاعات السنيما، مما أنتج مناقشات وأسئلة وعواطف وتبادلات مثمرة. وبطريقة ما، أقول إن المهرجان  أصبح أداة قيمة ومدرسة قائمة بذاتها. وأنا أحب أن يكون الشباب بهذا التواضع والحماس لإلقاء نظرة جديدة على العالم وتاريخه. إني أشاطركم هذا العطش للسينما، وهذه الرغبة في لقاءات أصيلة.. في حضرة القبطان سيد سعيد.. أنا محظوظ/فقد عرفت أجمل نساء الأرض/ ورأيت الطبيعه فى أروع تجلياتها/ وسافرت إلى مدن بعيده/ وأصبحت خبيرا فى الحب/ وفنون المضاجعة/ وغنيت ورقصت/ وعرفت قصورا خرافيه/ وعشت شتاءات شاعرية/ وواكبت كل الفصول/ ولمست اغصانا لايعتريها الذبول/ وكنت فارسا/ وجنديا وافاقا وعاشقا/ وقتلت أشخاصا/ أنا بالفعل محظوظ/ فقد رأيت كل ذلك/ وعشت كل ذلك/ فى الظلام/ فى قاعه السينما”.
ومن اللحظات المؤثرة التي عاشها المهرجان دعوة للقيام بدقيقة صمت من أجل ضحايا الإرهاب في شمال سيناء لحظات قبل تكريم القبطان المخرج سيد سعيد حيث قام الدكتور حميد العيدوني بتسليمه الدرع منوها بتاريخه ومشواره الفني العريق في كلمة عميقة ومؤثرة:  
“رجل نذر حياته للسينما والشباب…
جيل من المبدعين والنقاد في العالم العربي يعتبرونه معلما وشيخا (بالمفهوم الصوفي) لهم…
تطوان تحتفي بك، شباب تطوان والمغرب الحالم
في لحظة عرفان لا تنسى…
نحبك، نقدرك ولن ننساك أيها القبطان…
أنا أحدثك لترى، فـإذا رأيت فلا حديث..”
  

التعاليق

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

المزيد من ثقافة وفنون

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق