إفادة الأربعاء 22 أغسطس 2018 - 07:27

من هم يساريو اليد؟

قد يكون الإنسان يساري اليد فلا فرق إن كانت يد الإنسان اليمنى أم اليسرى أقوى من اليد الأخرى، لكن قد يصادف يساريو اليد في الحياة اليومية أحيانا حالات غير مناسبة لهم، مثلا عند استخدام أدوات منزلية كالمقصات أو بعض ساعات اليد أو بعض الأفران وغيرها من الأدوات التي يتم تصنيعها لتكون مناسبة للذين يستعملون اليد اليمنى غالبا
وتتراوح نسبة يساريي اليد في المجتمعات بين 5 بالمائة وَ 25 بالمائة، كما أن نسبتهم بين الرجال أكثر منها بين النساء.
ويعتقد الكثيرون أن يساريي اليد أكثر إبداعا من غيرهم، مثل عملاق الموسيقى الكلاسيكية النمساوي موتسارت وعبقري عصر النهضة الأوروبية الموسوعي الإيطالي ليوناردو دافينشي ومصمم الأزياء الألماني الشهير كارل لاغر فيلد ومطرب الروك الأمريكي البارز كورت كوبين، وايحاق نيوتن وغيرهم كثيرين. لكن كون هؤلاء الموهوبين مبدعين ليس دليلا أن يساريي اليد أكثر إبداعا من غيرهم. صحيح أن العلماء يرون أن النصف الإبداعي الأيمن للمخ يكون أكثر هيمنة لدى المتقنين للعمل بإيديهم اليسرى.
و رغم ذلك فان دراسات علمية عديدة استنتجت أن متوسط نسبة الذكاء لا يختلف بشكل استثنائي بين يمينيي اليد ويسارييها.
غير أن هذه الدراسات وجدت أن القِيَم الإحصائية المتطرفة أكثر لدى يساريي اليد، مقارنةً بالقِيَم الإحصائية المتطرفة لدى يمينيي اليد. وهذا يعني أنه توجد نسبة كبيرة من الأطفال اليساريي اليد الموهوبين والمتميزين والمتفوقين في مادة الرياضيات مثلا. لكن في المقابل توجد كذلك نسبة مماثلة من الأطفال اليساريي اليد ممن لديهم صعوبات في التعلم أيضا.
والملاحظ ان الرياضيين الذين يتسخدمون اليد اليسرى يكونون اكثر تفوقا، كلاعب كرة القدم الألماني أوزيل ولاعبة كرة التنس التشيكية الأمريكية مارتينا نافراتيلوفا والملاكم الأمريكي النجم محمد علي والملاكم الألماني البارز هنري ماسكيه.
من الملاحظ أن نسبة يساريي اليد من بين اللاعبين الأبرز في العالم -ضمن مختلف المنافسات الرياضية-تتراوح بين 20 بالمائة و55 بالمائة، أي أكثر من المتوسط لدى غيرهم، بحسب ما ينقل موقع تي أونلاين الألماني الإلكتروني. لكن النجاح الرياضي ليساريي اليد لا يعود إلى تفوقهم الدماغي في التفكير، بل إن السبب الحقيقي يُعزى إلى أن منافسيهم لا يستطيعون تقييم تحركاتهم الرياضية وتمييزها بدقة أثناء اللعب، ومن هذه الرياضات: الملاكمة والتنس والمبارزة وكرة القدم.
ومن الممكن التعرف على يساري اليد وهو طفل رضيع، بل وهو ما زال أيضا جنينا في بطن والدته ابتداءً من أسبوع الحمل الـ 15 بحسب دراسة أيرلندية. وأظهرت الدراسة أن جميع الأطفال الأجنة الذين كانوا يمُصّون إصبع إبهامهم الأيمن -وهم في بطون أمهاتهم- أصبحوا يمينيي اليد، في حين أصبح ثلثا الأطفال الأجنة الذين كانوا يضعون إصبع إبهامهم الأيسر في أفواههم -وهم في أرحام والداتهم- يساريي اليد. يشار إلى أن معظم الأطفال الرضع يميلون إلى التغيير في استخدام اليد اليمنى واليسرى ويثبتون على استخدام إحدى اليدين ابتداءً من سن الرابعة.
هل يفكر يساريو المخ بطريقة مختلفة عن غيرهم؟
يشار إلى أن من علماء المخ والأعصاب من يرون أن يساريي اليد يدركون البيئة المحيطة بشكل مختلف عن يمينيي اليد، لأن النظرية القديمة تقول إن النصف الأيمن للمخ مسؤول عن الإبداع والعاطفة والتصور، وهو ما يجعلهم يقولون إن تفكير يساريي اليد أكثر تشابكية وتواصلية، في حين أن النصف الأيسر مسؤول عن أمور العقل والمنطق. لكن النظريات الحديثة لعلماء المخ والأعصاب لا ترى أنه يمكن الحديث عن فصل بين نصفي المخ، لأنهما مرتبطان بطريقة لا يمكن معها الحديث عن نصفين مستقلين للمخ، بحسب ما ينقل موقع تي أونلاين الألماني الإلكتروني.

التعاليق

المزيد من منوعات

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق