إفادة
إفادة
الأحد 03 يونيو 2018 - 01:30

معهد “كارينجي”: هزائم متتالية للتنظيمات المتطرفة في الجزائر

سلط تقرير أعده معهد “كارينجي” الأمريكي، الضوء على واقع انتشار تنظيم “القاعدة” الذي دخل في حرب ضروس مع قوات الجيش الجزائري منذ التسعينات، خاصة فرعه المسمى “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” والمجموعات المنشقة عنه، والتي أعلنت ولائها مؤخرا لتنظيم “الدولة الاسلامية”.
وحسب التفاصيل التي كشف عنها التقرير الأمريكي، فإن تنظيم القاعدة تقهقر بشكل كبيرة في الجزائر، بسبب الأخطاء العديدة التي ارتكبها وجعلته يخسر معاقله في البلاد أبرزها منطقة القبائل المتمثلة في محافظتي “بجاية” و”تيزي وزو” شرق البلاد.
ومني التنظيم بهزائم متتالية وضربات موجعة جعلته يخسر معاقله، ومن بين المعطيات والتفاصيل التي قدمها التقرير، مقتل قيادات ثقيلة الوزن على يد القوات الأمنية والعسكرية في البلاد منذ مطلع 2018، من بينهم 22 إرهابيا في ظرف شهرين فقط.
وتعتبر هذه القيادات من بين الرؤوس الكبيرة في التنظيم بينهم من بينهم الإرهابي “عادل صغيري” المكنى “أبورواحة” والمكلف بإدارة حملات الدعاية، والإرهابي “بوعلام بكاي” المكنى “خالد الميغ” مسؤول العلاقات الخارجية في التنظيم، واستسلام الإرهابي “حداد فوضيل” المكنى “أبودجانة” للسلطات العسكرية الجزائرية.
وأرجع معهد “كارينجي” الأمريكي، خسارة التنظيم لعدة أسباب أبرزها لجوء التنظيم لأساليب متطرفة كالقتل وخطف سكان المنطقة وكذا ايديولوجيته، التي كانت من بين الأسباب التي جعلته يتقهقر في المنطقة خاصة في ظل عدم انجذاب سكان القبائل لأفكاره وأفعاله، وصعب هذا من مهام تجنيد الإرهابيين إلى صفوفه.
زيادة على هذا دخول تنظيم القاعدة في مشاكل تنظيمية, والعمليات العسكرية التي يقودها الجيش الجزائري، وسياسية المصالحة الوطنية التي تتبناها الجزائر لحثهم على الاستسلام.
وشهدت الجزائر، في الأشهر الأولى من العام الجاري, ارتفاعا كبيرا في أعداد الإرهابيين الدين سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية والأمنية في البلاد.
وبلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم منذ بداية شهر يناير الماضي 29 إرهابيا، وهو رقم كبير مقارنة مع عدد الإرهابيين الذين وضعوا السلاح في 2017، والذين بلغ عددهم 30 إرهابيا في عام كامل.
وكان استسلام الإرهابيين في مناطق متفرقة من الجزائر، لكن غالبيتهم سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية والأمنية بالمناطق الصحراوية والحدودية القريبة من دولتي مالي والنيجر وأيضا ليبيا وتونس.
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية، قد وجهت “نداء” إلى الإرهابيين وعائلاتهم لتسليم أنفسهم للسلطات الجزائرية، وجاء في بيانات سابقة لها اطلع “رأي اليوم” على نسخة منها “تدعو وزارة الدفاع الجزائرية جميع من تبقى من العائلات وبقايا الإرهابيين للتوبة والرجوع إلى جادة الصواب والاندماج في المجتمع واغتنام فرصة الاستفادة من التدابير القانونية السارية المتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية”.
وطالبت الإرهابيين بالاقتداء بالكثير ممن سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية في الآونة الأخيرة بعدما تأكدوا أن طريق الإرهاب مسدود، وأن الحل هو التعجيل بالنزول والعودة للمجتمع قبل فوات الأوان”.
وبخصوص المشاكل التنظيمية، التي يتخبط فيها تنظيم القاعدة بالجزائر، ركز التقرير على الكتائب العديدة التابعة له والتي بقيت تنفذ عملياتها الإرهابية بشكل مستقل”، وهو الانفصال الذي يقول التقرير إنه “تسبب في الغالب بعجز كتائب التنظيم عن التواصل مع بعضها البعض، وتزويد عناصرها بالحد الأدنى من المواد والعتاد، ما أدى إلى ضعضعته، وأفرز تبعات سلبية ألقت بظلالها على التنظيم ككل”.
زيادة على هذا وجه الجيش الجزائري، خلال العامين الماضيين، ضربات موجعة للتنظيم في معاقله.
واستدل التقرير بحادثة اختطاف وقتل المواطن الفرنسي “إيرفيه غورديل” في سبتمبر /أيلول 2014 في منطقة القبائل من قبل تنظيم “جند الخلافة” الذي انشق عن القاعدة وبايع داعش, وقال إن هذه العملية دفعت بالجيش الجزائري إلى إطلاق عملية بحث ومطاردة كبيرة لتعقب الإرهابيين.
وبلغة الأرقام، كشف التقرير عن مقتل 600 إرهابي ما بين 2013 و 2018, زيادة على هذا تفكيك الشبكات اللوجستية لخلايا تنظيم القاعدة في المغرب العربي, أسهمت كذلك في تقهقر القاعدة.
وأشاد معهد “كارينجي” بسياسة المصالحة التي شرعت الجزائر في تطبيقها 2005, واعتبر أن الإجراءات التصالحية وميثاق السلم والمصالحة التي لجأت إليها الجزائر.
وركز التقرير في سياق آخر على التنسيق الأمني بين الجزائر وتونس، بعد انتقال نشاط التنظيم إلى المناطق الحدودية بينهما، مستدلا بعمليات ناجحة أسفرت عن مقتل 8 من قادة القاعدة شهر فبراير الماضي في منطقة خنشلة شرق البلاد.
وكان رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح, قد أكد حتمية مواصلة جهود مكافحة ما تبقى من فلول الإرهاب إلى غاية اجتثاث هذه الآفة نهائيا.

التعاليق

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

المزيد من مال وأعمال

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق