محمد الحفيضي
محمد الحفيضي
السبت 28 مايو 2022 - 03:49

معرض الكتاب لا يهمني

محمد الحفيضي

منذ تسريب البرنامج المتعلق بالمعرض الدولي للكتاب الذي سيقام في الرباط بين 3 و 12 يونيو 2022 تعالت الأصوات المنددة باحتكار القبيلة و العصابات لأنشطته، و احتج الذين لم يتم استدعاؤهم لغرض ما،و لو تمت دعوتهم لسكتوا، و سلموا دور الصراخ لمن لم يجد مرقا لغمس كسرة خبزه و هكذا دواليك.

شخصيا، المعرض بالنسبة لي، يساوي لا شيء، قد أذهب إليه فقط لأنه فرصة جيدة للقاء الأصدقاء، حيث له القدرة على تجميع العديد منهم في نفس الساعة و المكان، و بالتالي يعفيني من مواعيد متفرقة بين البيضاء و الجديدة و الرباط و الشمال…
المعرض بالنسبة لي، حدث تجاري للبيع و الشراء، و ليس حدثا ثقافيا للقراءة و المعرفة. زبناؤه الكثر هم زبناء المدارس الخاصة التي تستغل الحدث لتنظيم زيارات، يشتري الأطفال فيها مجموعة من الألعاب و أقنعة الپوكيمون و سپايدر مان و يتعرفون على الكتاب كأنه شيء عجيب غريب قادم من كوكب آخر.

ندواته و جلسات القراءة فيه، لا يتابعها أحد، و غالبا ما يكون عدد الجالسين في المنصة أكثر من الجمهور.

عصابة اليوم قد تتحول الى ضحية الغد، و العكس صحيح، لأن الأمر أشبه بأغلبية الحكومة و معارضتها، و أحيانا تتم معارضة ما صادقنا عليه حينما كنا نستفيد…
الأمر برمته في نظري، يطرح سؤال الديموقراطية في رحاب الدولة المغربية.

حينما يكون البلد ديموقراطيا يضمن الكرامة و العدالة و المساواة و الحرية لمواطنيه، فإن جميع مؤسساته و مرافقه تنعم بذلك المناخ، و حينما تكون السلطوية و غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة، فإن مختلف مناحي الحياة تكون معطوبة. الوجوه لا تتكرر فقط في معرض الكتاب، لكنها تتكرر في معرض الفلاحة بمكناس و معرض الصناعة و موازين و الاستفادة من الصفقات العمومية و زيد و زيد…
هل سبق للكتاب المغاربة أن اجتمعوا حول موقف موحد حول الذي يجري في البلد من محاكمات كيدية و متابعات في حق الأحرار و الحرائر؟

ماذا قالوا عن الاعتقالات التعسفية؟ و عن الريف؟ و عن كل ما يجري من تعديات في حق الخدمة العمومية؟
الديموقراطية لا تقبل التجزيء و الدفاع عنها لا يجب ان يرتبط بالمصلحة، و حينما تتحقق، تنتفي أسباب ذلك الى حين ظهور برنامج المعرض القادم.

التعاليق

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

المزيد من مقالات وأراء

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق