مخرجة إيرانية تدعوا “ترامب” لمشاهدة فيلمها
دعت المخرجة الإيرانية نرجس ابيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مشاهدة فيلمها “نفس” ليرى ما إذا كانت الصورة التي يعرضها عن تجربة المواطن الإيراني العادي للحرب والثورة ستغير وجهة نظره عن بلدها.
وتأمل إيران تحقيق أوسكار الفيلم الأجنبي عن فيلم ‘نفس’ لمخرجته نرجس آبيار، بعد أن سبق للمخرج الإيراني اصغر فرهاني ان فاز بهذه الجائزة سنتي2012 و 2016.
وتعد آبيار أساسا كاتبة، تحولت الى الإخراج بعد أن دفعها فيلم ( السلاحف يمكنها أن تطير) للمخرج بهمن قوبادي الى عالم الإخراج.
وتقول آبيار صاحبة 46 سنة “في بداية الامر، فعلت الأمر بصورة غريزية تماما، لانني لم أكن قد حصلت على أي تدريب أكاديمي في مجال السينما”، الا ان فيلم “نفس″ أبرز تطورها كمخرجة.
ويحكي الفيلم قصة فتاة تدعى بهار ووالدها الذي يعاني من الربو ويقوم بتربيتها هي واخوتها بمفرده، في ظروف يطغى عليها الفقر المدقع، والاحداث السياسية لعام 1980 “الثورة الإسلامية في عام 1979 والحرب الإيرانية- العراقية 1980-1988.
وتقول آبيار ” تحاول بهار التعامل مع كل ذلك في عالمها الخيالي” وأكبر مخاوف باهار ان تفقد والدها المريض بعد أن فقدت امها، وتقضي وقتها في التأكد من أنه مازال يتنفس.
وتضيف آبيار” هذا ما يعطي الفيلم عنوانه “نفس″ مما يمثل الحياة والخوف والأمل “.
وفي نهاية الفيلم، يبقى والد بهار حيا، ولكنها تقتل هي نفسها في قصف للجيش العراقي.
ولكن المتشددين في إيران، الذين يصفون الحرب بـ ” الدفاع المقدس″ كان لهم رأي مناهض إزاء قرار مؤسسة فارابي السينمائية ترشيح الفيلم المناهض للحرب لتمثيل إيران في الاوسكار.
كما أن بعض أجزاء الفيلم تعرضت للانتقاد بسبب اعتبارها ناقدة للإسلام، حيث يظهر الفيلم باهار رافضة الذهاب لمدرسة حفظ القرآن، على رغم معاقبة جدتها لها على ذلك.
وقال رجل الدين أحمد علم الهدى ” الفيلم يظهر بالتحديد ما يريد أن يراه أعداؤنا في الغرب”.
واتخذ محمد رضا نجدي، مفوض شؤون الثقافة لدى الحرس الثوري موقفا مماثلا، وقال ” الغرب ينشر ما يكفي بالفعل من الدعاية السلبية ضدنا، لذلك لا يجب أن ننفق ضرائبنا على مثل هذه الأنواع من الأفلام”.
وتعتقد آبيار أنه على الرغم من أن الدفاع عن البلاد أمر شرعي، إلا أن ” الحرب دائما ما تجلب الدمار”، إذ يجب أن يكون السلام هو الحل الدائم.
كما تعارض آبيار إجبار المواطنين على ممارسة شعائر دينهم، كما تعارض على وجه الخصوص تسييس الإسلام، وتقول” أنا أعتنق ديانة الإسلام وأدافع عن معتقداتي، ولكن هذا أمر يجب أن يعود للشخص نفسه”.
وتأمل آبيار في أن يتم إختيار فيلمها ضمن أبرز خمسة أفلام، وإذا صعد فيلم” نفس″ لقائمة أفضل خمسة أفلام، سوف تتوجه آبيار وزوجها إلى لوس انجليس وهى ترتدي حجابها المعتاد وفستان تقليدي خلال حفل الأوسكار.
وقالت آبيار” هذا جزء مني ومن ثقافتي، لن أغير ذلك من أجل الاوسكار”.
وقالت آبيار لوكالة إرنا الإيرانية “قتل ثلاثة آلاف طفل إيراني أثناء الحرب، لماذا لا أظهر كل ذلك؟ هذا الفيلم يدعو للسلام، وتابعت أنه يمكن كذلك أن “يساعد المجتمع الأمريكي … علي فهم أن الإيرانيين ليسوا إرهابيين كما يزعم بعض الساسة”.
وأضافت “ترامب يستخدم لغة التهديد ضد إيران… ما الذي سيفكر فيه إذا ما شاهد “نفس″؟ هل سيستمر في تهديد إيران؟