السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤

محمد عريوس.. فارس الصحوة السينمائية بالمغرب

الأربعاء 13 يونيو 13:06
15568

ثلاث عبد العزيز صالح 

فقدت الساحة الجمعوية السينمائية المغربية، يوم الاثنين 11 يونيو 2018، أحد أطرها المناضلة في إطار حركة الأندية السينمائية المغربية؛ ويتعلق الأمر بالراحل محمد عريوس الذي كان قد انتمى قيد حياته للنادي السينمائي بمدينة مرتيل والشاون، ثم الرباط، فضلا عن أندية سينمائية أخرى بعدد من المدن التي مر بها بحكم وظيفته باعتباره مدرسا و مؤطرا تربويا.
شارك الراحل في حركية “الانطلاقة الجديدة للأندية السينمائية بالمغرب”، والتي أدت في نهاية المطاف إلى  “صحوة أخرى” لهذه الحركة التي ساهمت بأشكال متعددة في تطوير أداء قطاع السينما المغربية، مساهما في بلورة تصورات خاصة بإدخال السينما بالمدرسة، وضمن لجن دعم الإنتاجات السينمائية الوطنية واقتسام هذه التجارب مع عموم منخرطي الأندية خصوصا ورواد المهرجانات السينمائية بتاطيرها سينمائيا عبر ورشات سينمائية.
ولد الفقيد بتطوان في يونيو 1960، وهو خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس تخصص الآداب الفرنسية سنة 1983 . 
التحق بكلية علوم التربية، ودرَّس اللغة الفرنسية ثم عمل مؤطرا تربويا ومكلفا بخلية التنشيط السينمائي بوزارة التربية والتعليم بالرباط .
ومع توالي سنوات انتمائه لحركة الأندية السينمائية سيشارك إلى جانب آخرين في إطار مرحلة : “من اجل انطلاقة جديدة للأندية السينمائية المغربية ” سنة 1992 ، فتحمل مسؤوليات بالمكتب الجامعي:  انتخب مستشارا تم كاتبا عاما ثم رئيسا من سنة 1996 إلى سنة 2002 لمرحلتين، وهي الفترة التاريخية التي ستعرف انفتاح الدولة على مكونات المجتمع المدني. 
شارك إلى جانب تومرت لمجيد عن النادي السينمائي بخريبكة وعدد من أطر الأندية السينمائية في إدخال مشاريع سينمائية ضمن اهتمامات وزارة التربية والتعليم عبر أنشطة الأندية السينمائية التربوية وإدماج مرحليا السينما والسمعي البصري للمدرسة كأنشطة تثقيفية للمدرس والتلامي. غير أن ذلك المشروع سيتم إفراغه من محتواه بتحول تلك الأندية  بعد حكومة التناوب إلى مرتع لكل باحث عن التخلص من أعباء القسم إلى منشطين للأندية السينمائية والبقية تأتي … 
ومن بين المهام التي تقلدها الراحل: عضوية اللجنة المكلفة بتهيئي مؤتمر الجامعة الدولية لأرشيف الأفلام تحت إشراف المركز السينمائي المغربي …
وفي إطار لجنة الدعم السينمائي (1996 -1998 ) عمق معارفه بخفايا كتابة السيناريو وتطوير كتابة سيناريوهات مشاريع أشرطة سينمائية، ليصبح بعدها أحد أعلام كتاب السيناريو بالتأليف وتأطير ورشات سينمائية تخصص السيناريو … وباعتبار مهنة سيناريست أهم عناصرها هو خصوبة التخيل، فهو امتلك وطور قدراته على حبك النصوص عبر تجارب روائية . . . 
من الرواية إلى . . . السيناريو
 1 – الأعمال الأدبية 
ليلة الاحتكاك الجسدي المستحيل رواية (2002 ) .
2 – النقد السينمائي  
 الأفلام المغربية وبلاغة الحشمة (2003) . 
3 – المسرح
اللئيم والزنجي (2007 ) .
4 – تأليف السيناريو: من إخراج أعضاء الأندية السينمائية ( شويكة – الجواهري )
لعبة الحب (2007) لإدريس اشويكة
فينك أليام (2009) لإدريس اشويكة
 اليد اليسرى (2012) لفاضل اشويكة 
ماء ودم  (2013 ) لعبد الإله الجوهري. . . إلخ 
منارة ذاكرتنا المشتركة 
وكاعتراف باطرها الفاعلة في الحقل الجمعوي السينمائي ضمن فقرة: منارة ذاكرتنا المشتركة، كرم الفقيد في إطار الدورة الخامسة للجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري المنعقدة مابين 4 و7 شتنبر 2013 (البيضاء والمحمدية)، وهو التكريم الذي كان إلى جانب أسماء أخرى لها نفس الوزن وما زالت مستمرة في الدفع بقطار الحركة إلى الأمام، ويتعلق الأمر بتومرت لمجيد والفقيدين محمد الدهان (1951-2013)وعبد الرزاق غازي فخر(1943-2013) ومن الورقة التي أعدها الزميل السجلماسي حول الفقيد: ” كل من احتك بالأستاذ محمد عريويس …يقف على حقيقة مفادها أن هذا المثقف الشمالي إنسان مرهف الإحساس ومنفتح فكريا ومتواضع وخدوم …”.
 
من اجل استعادة حيوية مهرجان خريبكة 
 شارك محمد عريويس، بحيوية،  في الدفع بعجلة تحريك عجلة ملتقى السينما الإفريقية بخريبكة باعتباره عضو المكتب الجامعي؛ فبعد التوقف الذي عرفه ملتقى السينما الإفريقية بخريبكة بعد الدورة السادسة (1994) شارك المكتب الجامعي للأندية السينمائية إلى جانب النادي السينمائي المحلي وعدد من الغيورين في إعداد أجواء أخرى تحتوي كل الفرقاء من أجل تنظيم الدورة السابعة لمهرجان السينما الإفريقية ( 2000)، وذلك بتشكيل جمعية كإطار مستقل يقوم بتنظيم المهرجان كان محمد عريويس أحد أعضاء المكتب المسير لجمعية مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة إلى حين تحويل المهرجان إلى إطار تنظيمي بديل يسمى حاليا بمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية (2008)، فخلال المراحل الفاصلة مابين الدورة السابعة والدورة العشرين ظل الفقيد أحد الوجوه المساهمة في هذه المحطة، سواء باعتباره عضوا جامعيا أو باعتباره عضوا في الجمعية المهرجان أو مؤطرا لورشاتها السينمائية، خصوصا كتابة السيناريو ، وعبر هذا المهرجان ، عبر نحو المشاركة الإفريقية لتأطير ورشات سينمائية بمهرجان الشاشات السوداء بيواندي بدولة الكاميرون، حيث كانت آخر مشاركة له –بالكاميرون- في السنة الماضية حيث أطر ورشة لكتابة السيناريو التي احتضنتها القرية السينمائية قبل تنظيم دورة العشرين للمهرجان للشاشات السوداء بياوندي،  والذي تقدم على هامشه خلاصات الورشات السينمائية التي كانت قد أطرها مغاربة بالإضافة للفقيد السينمائي ، مثل عبد الله الزروالي .


Warning: Undefined variable $postData in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55

Warning: Trying to access array offset on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55

Warning: Attempt to read property "ID" on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
أضف تعليقك

المزيد من ثقافة وفنون

الإثنين ٠٤ يوليو ٢٠٢٢ - ١٢:٠٤

“بيتر بوك” يغادر إلى دار البقاء عن عمر يناهز السابعة و التسعين

السبت ٠٢ يونيو ٢٠١٨ - ٠١:٠٠

صدر حديثا: “امرأة الأدغال” للكاتبة آمال نوار

السبت ٢١ أبريل ٢٠١٨ - ٠٩:٥٥

عودَة مُرتقبة للمخرج لارس فون تريير إلى مهرجان كان السينمائي

الإثنين ٢٠ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٢:١٣

المس بالمقدسات والمغالطات التاريخية وراء منع فيلم “سيدة الجنة”