محمد زيان الإسباني الذي أسلم
ولد محمد زيان، الذي كان يسمى فيكتور مارتين يوم 14 فبراير 1943، أي يوم عيد الحب إبان الحرب العالمية الثانية، بمدينة مالقا الإسبانية، من أب مغربي ريفي مسلم، وأم إسبانية جمهورية مسيحية. عاش طفولته بمالقا إلى حدود نهاية الحرب، حينما اضطرت والدته إلى الهرب من نظام فرانكو، واستقر بهم المطاف في طنجة “المدينة الدولية آنذاك”، ويقول زيان بأنه صار مسلما على يد شيخ يسمى بالحاج الحبيب بتانالات، نواحي شتوكة إقليم أكادير.
“زيان” وزير حقوق الانسان في عهد ادريس البصري
محمد زيان الذي نعرفه اليوم، مدافعا عن معتقلي حراك الريف، والصحفي بوعشرين، كان له دور سلبي حينما كان وزيرا لحقوق الإنسان إبان فترة ادريس البصري، في الترافع ضد الكاتب الوطني للنقابة الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، النوبير الأموي، بدعوى تهمة القذف والسب لوزارء الحكومة، وانتهت بالحكم على الأموي بسنتين نافذتين، كما كان له دور أيضا في نفيه لمغربية أبراهام السرفاتي، المناضل اليساري لمنظمة إلى الأمام.
حظيت فترة استوزاره بالاضطراب وشد الحبل في مواجهة الجمعيات والمنظمات الحقوقية والسياسية، التي كانت تعتبره وقتئذ، مزينا لبشاعة الأوضاع.
17 سنة في زعامة الحزب “الليبرالي” المغربي
بعد ست سنوات من مغادرته وزارة الحقوق، أسس محمد زيان الحزب المغربي الليبرالي، وبتاريخ 16 شتنبر 2017، قام بتغيير اسم حزبه ليصبح “الحزب المغربي الحر”، وقال زيان في تصريحه لجريدة الأيام 24: “بأن المؤتمرين لهم الحق في تغيير اسم الحزب ورمزه”، لكن هذا التغيير لم يشمل قيادة الحزب، إذ لايزال زيان يتربع على رأس حزبه لما يفوق 17 سنة، الأمر الذي دفع مجموعة من المناضلين إلى الاستقالة من الحزب، وعلى رأسهم، نائبه اسحاق شارية، الذي قال لجريدة الشرق الأوسط: «كنا ننتظر أن يكون عرساً لحزب فتي في المشهد السياسي حاول أن يغير مجموعة من الأمور وطبع المشهد السياسي، إلا أنه صدم كل الشباب الذين راهنوا عليه»، معتبراً أن منهجية ممارسة السياسة داخل هذه المؤسسة واختيار المؤتمرين غير صحيحة، بالإضافة إلى انتقاده للمؤتمر بالقول “إن الشباب المنسحبين الذين أعلنوا استقالتهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فوجئوا بـبقاء الممارسات نفسها وعبادة الأصنام الموجودة في باقي الأحزاب السياسية”، مبرزاً أن المشكلة تكمن في «البيروقراطية وكثرة المتملقين ومحاولة إقصاء الشباب»، مسجلاً أن هذه الممارسات «سمحت برجوع القيادة نفسها التي كرست الوجوه نفسها التي لا يمكن أن تعطي شيئاً للمشهد السياسي»، وفق تعبيره.
محامي القضايا المثيرة للجدل
أعلن نفسه مدافعا عن معتقلي حراك الريف، ليتم التبرؤ منه، وطرده من هيئة الدفاع، بسبب تصريحاته المجانبة للصواب، وكذبه الواضح الذي ادعى فيه أنه تسلم رسالة من زعيم “حراك الريف”، ناصر الزفزافي، بسجن عكاشة وهو ما نفته المندوبية العامة لإدارة السجون، التي أكدت في بلاغ لها، أنه “بالنظر إلى أن المحامي زيان ادعى أنه تسلم الوثائق المنشورة داخل محل المخابرة بالمؤسسة السجنية، فإن هذه الإدارة ستتقدم لدى الجهة القضائية المختصة بطلب فتح تحقيق في الرسالة التي توصل بها، والتحقق من المصدر الفعلي للرسالة المنشورة، وهو ما جر عليه متابعة قضائية، حيث قررت غرفة المشورة بمحكمة النقض بالرباط، إيقاف المحامي والنقيب السابق للمحامين ووزير حقوق الإنسان الأسبق، محمد زيان، عن مزاولة مهنة المحاماة لمدة ثلاثة أشهر، بسبب ما اعتبرته “تجاوزات مهنية وادعاءات لا أساس لها من الصحة والقيام بتصرفات منافية لقواعد وأخلاق المهنة ونشر ادعاءات باطلة”.
إن المسار السياسي لمحمد زيان يعبر عما يمكن القول عنه، بأنه “لخبطات سياسية” لمنسق الحزب المغربي الحر، الذي كان سببا في محاكمة مناضلين سياسيين معارضين لسياسة الدولة سابقا، كما أنه أساء تدبير حزبه، مما دفع مجموعة من الشباب بل وقيادات إلى الاستقالة من الحزب لما أسموه بممارسات بيروقراطية، على رأسها زيان الذي يطالب الدولة بالديمقراطية دائما وأبدا.
أضف تعليقك