
محطة المياه العادمة في مدينة بيوكري، بين التذمر و ترقب بوادر الانفراج
إفادة – فاطمة حطيب
عاد المشكل القديم الجديد للمحطة المكشوفة للمياه العادمة بمدينة بيوكري، حاضرة إقليم شتوكة آيت باها، ليفرض نفسه بإلحاح شديد.
فقد تم إحداث هذه المحطة سنة 2005 لتطهير و معالجة المياه العادمة، المترتبة عن الاستعمالات المنزلية، و كبديل للطرق التقليدية من حُفَر و مطمورات، غير أنها باتت مصدر معاناة لساكنة أحياء الدواوير المجاورة، بفعل المشاكل البيئية و الصحية الناجمة عنها.
هذا المشروع الذي تغيت الجهات المسؤولة من خلال إحداثه، تجميع و معالجة المياه العادمة، بهدف تحقيق وسط عيش أفضل للساكنة، تصبح أحواضه المكشوفة و بركه المليئة بالمياه الراكدة، مصدر تذمر يقض مضاجع الساكنة المجاورة له، ناهيك عن تسرب هذه المياه العادمة لتمتزج بالمياه الجوفية، مما ينجم عنه تلوث مياه الشرب، على مستوى الآبار المحادية للمنطقة الملوثة.
و بحسب ما صرح به الفاعل المدني و أحد المتضررين “سعيد الركراكي” فإن هذه البؤر المائية الملوثة تعاني من ” انبعاث الروائح غير المطاقة، و تكاثر الحشرات الضارة، ففي بعض الفترات من السنة، تعيش الساكنة على وقع هجوم البعوض، و هو من الحشرات الناقلة للأمراض، دون إغفال التسربات إلى المياه الجوفية، و الإضرار بالفرشة المائية”.
و يضيف نفس المصدر ” 17 سنة هو عمر المعاناة مع هذه المحطة، غير البعيدة عن وسط مدينة بيوكري. أضرار صحية ناجمة عن استنشاق مستمر و متواصل لروائح لا تطاق، ما يتسبب في أمراض مختلفة كالالتهابات الجلدية بفعل انتشار البعوض، و الأمراض التنفسية، فضلا عن تشويه المجال الطبيعي، و الإضرار بالبيئة و الفرشة المائية…”.
و وسط هذا الركام من المشقة تنبثق شرارة أمل، مؤذنة بقرب وضع حد لمعاناة ساكنة بيوكري، و نلمس هذا من خلال التصريح الذي أدلى به “الحسين فارسي” رئيس الجامعة الترابية لبيوكري، حيث أوضح أن ” صفقة تهيئة محطة معالجة المياه العادمة ببيوكري، بما يقضي نهائيا على المشاكل المطروحة، تم إعلانها قبل سنة و نصف تقريبا، و الأشغال على وشك الانتهاء”، مشيرا في نفس الآن إلى ” اعتماد أحدث التقنيات المستعملة في معالجة المياه العادمة، لمنع انبعاث الروائح و تسرب المياه الملوثة إلى الفرشة المائية، و إلى خارج المحطة”.
و في ذات السياق أوضح “الحسين فارسي” أنه تم تمرير القنوات التي توصل المياه المعالجة إلى وادي سوس، و أن كافة التجهيزات المعدة لاستقبال المياه العادمة من أجل معالجتها قد تم توفيرها، و أنه في غضون شهور سينتهي هذا المشكل الأبدي الذي عمر طويلا.