إفادة الثلاثاء 31 مايو 2022 - 04:13

جدل نقل المعرض الدولي للكتاب

مراسلة : فاطمة حطيب

بعد احتجاب دام لسنتين بسبب جائحة كوفيد 19، يستفيق المعرض الدولي للكتاب و النشر بالدار البيضاء، على إيقاع جدل واسع مستعر بين مؤيدين و معارضين لنقل هذا  المعرض من  الدار البيضاء إلى مدينة الرباط. فما سر الجدل الذي واكب قرار النقل هذا، و على أي اعتبارات تم بناؤه؟

من جهته عزا وزير الثقافة و الشباب و التواصل المغربي “المهدي بن سعيد”، تنظيم المعرض بمدينة الرباط مبدئيا، إلى تواجد المشفى الميداني الذي خصص لاستقبال و إيواء مرضى الجائحة، و الذي شغل الفضاء الأصلي للمعرض بالدار البيضاء، فضلا عن أن نقل المعرض للرباط يأتي متزامنا مع حلول “آداب إفريقيا” ضيف شرف على الدورة،  مع اختيارها كعاصمة للثقافة الإفريقية و للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2022، هذا إلى جانب أن اختيار الرباط لهذه التظاهرة يجعلها ترقى إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى.

من جهة ثانية فالمكان المعد لاحتضان المعرض، تعوزه بنيات تحتية تستجيب لكرونولوجيا التطور، هذا إلى افتقاره لدعم مجالس المدينة، حيث أكد بعض المنددين في هذا الصدد على ضرورة تأهيل فضاء معارض الدار البيضاء هذا بهدف تجاوز عثراته، أو البحث عن فضاء آخر و بمواصفات حديثة و تجهيزات ترقى إلى المستوى المطلوب، و يشرف عليها قيمون و منظمون في مستوى المسؤولية التي أنيطت بهم.

و من منطلق الدفع بمبرراتهم فإن البيضاويين يعتبرون هذا الفضاء جزءا لا يتجزأ منهم، ولد و تربى و ترعرع في قلب العاصمة الاقتصادية منذ 1989، حتى ألفوه و اعتبروه امتدادا لهويتهم الثقافية و الحضارية، ناهيك عن أنه منبع رواج اقتصادي و سياحي كبير، لهذا السبب انبرى أهل البيضاء يستنكرون و ينددون بحدث “الترحيل” بمن فيهم المسؤولون السياسيون، و العارضون الذين لاقوا صعوبة و معاناة في التنقل و النقل لمعروضاتهم حتى مدينة الرباط.

و للتذكير فالمعرض سيقام في الفترة ما بين 03 و 12 يونيو على مساحة 20 ألف متر مربع بساحة OLM السويسي، حيث أن الحكومة خصصت ميزانية بحجم 12 مليون درهم، دعمها مجلس مدينة الرباط بثمانية ملايين درهم من أجل إقامة هذا المعرض.

و سيشارك في المعرض قرابة 700 عارض من 55 دولة، موزعة بين أوروبا و أمريكا و آسيا و إفريقيا و الدول العربية، إلى جانب مشاركة المؤسسات الثقافية و الجمعيات و السفارات و الملحقات الثقافية الأجنبية بالمغرب.

و كما العرف السائد فإن المعرض سيعرف تنوعا في ما سيقدمه، حيث البرنامج الثقافي للمعرض يتضمن تكريم الفائزين بجوائز المغرب للكتاب، داخل المغرب و خارجه و بجائزة جناح ذوي الإعاقة، و كذا جائزة الرحلة لابن بطوطة و جائزة الشعراء الشباب. 

و حسب إحصائيات شملت الكتب المعروضة فإن العدد تجاوز 100 ألف كتاب، سجل العارضون المغاربة خلالها 111 عارضا، كما أن المعرض سيضم قاعات كبرى استوحت أسمائها من مواقع الرباط التاريخية و الأثرية، إضافة إلى أروقة تحتضن نشاطات ثقافية من بينها نشاطات متعلقة بأدب الطفل.

فهل سيقف الجدل الدائر حجر عثرة في وجه نجاح هذا العرس الثقافي؟
تبقى الأيام القادمة التي ستواكب فعاليات هذا المعرض، حاسمة في تحديد مدى نجاحه أو فشله.

التعاليق

المزيد من ثقافة وفنون

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق