إفادة الجمعة 09 نوفمبر 2018 - 11:14

لم انتبه أني أخاطب شخصا مبتور الرأس

الأنا الأعلى أراك هذا الصباح تفيق مبتسما… هل نسيت إحباطات الليلة الفارطة؟ هل نسيت أنك وصلت أخيرا إلى نهاية الطريق؟ ألم تتوصل البارحة إلى أن السُدَى كان حافزك وكان غايتك، ألم تعانقه الليل بكامله…؟ لا تهتم إِن كنت على النقيض من خلق الله، خلق الله الذي تشرّفتَ بمعرفته… إن كنت لا تحب نفس حبهم ولا تفرح نفس فرحهم ولا تحزن نفس حزنهم ولا تخاف نفس خوفهم ولا تحلم نفس أحلامهم ولا تحمل نفس قِيَمهم…ولا … ولا… إلى حد الجنون والعدم… على أساس هذا المنطق لن يكون لكم جميعا نفس الأب ولا نفس الأنا الأعلى أو الأنا الأسفل… ألا تعتقد ذلك؟ ولماذا تبتسم على الرّيق؟ ها أنت تعود لتكفر بحبيبك فرويد … اعتذر له قبل فوات الأوان واعتذر للعمر الذي قضيته ماشيا جنب الحيطان وفي حضيض الأوطان، كالمذنب مطأطئ الرأس… اعتذر لوجهك المنهوك من كثرة ما احتميت به من شر الآخرين وتفننت في تشكيله بما لا يحصى من الابتسام وألوان الرضى الموهوم والاستسلام الجبان… حتى صرت نسخة لنبي اسمه أيوب وأنموذجا لكل جبان وكل منصاع خنوع… هل كذبتُ عليك؟ أليس هذا صحيحا؟ تشبت كما تشاء بابتسامتك، لقد فضحك وجهك، سقط القناع، صرت مباحا ومكشوفا.. فانشر إذن حيرتك وامنح نفسك للريح… الفكرة ترقص الآن داخل جمجمتك، لا يهمها أمرك. عليك الآن أن تحسم مع أناك الأعلى، اقتله بقدر ما قتلك… توقف عن السير جنب الحيطا ، تلوثت قدماك بنفايات البشر جنب الحيطان، ارفع رأسك…. 

ــ خسارة، لم أنتبه منذ البداية، أني أخاطب شخصا مبتور الرأس….

التعاليق

المزيد من ثقافة وفنون

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق