
لماذا يكرهوننا؟
بقلم : خالد بكاري
لماذا يكرهوننا؟
طرح بوش هذا السؤال بعد هجمات 11 شتنبر.
اليوم، هل يحق لنا أن نطرح السؤال معكوسا: لماذا تكرهوننا؟
لماذا تكرهون الحقيقة؟ لماذا تكرهون الشمس؟
لنعد إلى سؤالهم، والذي تتجه الوقائع إلى أنهم سيعيدون طرحه بوقاحة وجبن.
على طول سنوات ما قبل الألفية الثالثة، كبرت أجيال في المنطقة على كره أمريكا وإسرائيل وحتى انظمتها الحاكمة.
كان ذلك بسبب النفاق، والكيل بمكاييل، وسنوات من الاحتلال، ودعم كيان إرهابي همجي عنصري.
جزء من هذا الجيل الذي كان يقطن بالآراضي المحتلة التحق بالمقاومات المسلحة، وجزء من البعيدين عنها انخرط في تنظيمات من أجل الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، واجزاء كثيرة بقيت صامتة، وتتجرع المهانة، وكانت بين الفينة والأخرى تخرج غضبها المدفون بأشكال مختلفة.
حتى ظهرت فجأة، مجموعات انتحارية، تعادي الجميع: الغرب والصهيونية والأنظمة، وتكفر كذلك اليسار والحركات الإسلامية والمشايخ والفنانين، وكل من يخالفها.
قد تكون تمت صناعتها في مختبرات امريكية، ولكن تربتها كانت محلية، تربة الفقر والإقصاء والظلم، ممزوجة بسماد الإهانة والتجبر الصهيوني الأمريكي، وكانت مشاهد ما يحدث في فلسطين والعراق تغذي هذه الكراهية.
لم تكن آنذاك القنوات الفضائية بهذه الوفرة، ولا انترنت في متناول الجميع، ولا وسائط للتواصل الاجتماعي، ولا واتساب ولا تيليغرام ولا يوتيوب.
اليوم، نفاق الدول الكبرى، ودعمها للمجرمين الإرهابيين في تل ابيب، وكذب الإعلام الغربي، تراه شعوب المنطقة بالواضح وبالمباشر، ولا تقرأ أو تسمع عنه في الندوات وبضع مجلات كما في الماضي..
وبعد مجزرة مستشفى المعمداني، ومحاولات الالتفاف على الحقيقة، والتي أسقطت كل مساحيق التجميل عن أكبر محتضن للإرهاب والدمار ممثلا في الإدارة الأمريكية.
بعد كل هذا، سيعيد التاريخ نفسه، ويطرح من جديد سؤال: لماذا يكرهوننا؟
إن ما يقوله بايدن ونتانياهو وماكرون وشولتز وسوناك (والمركب العسكري والإعلامي الذي وراءهم) يقود العالم إلى مآس إنسانية، على قاعدة الكراهية.
اما قادتنا وحكامنا، فهم خارج المعادلة، حتى التواطؤ لم يعد لهم ترف المشاركة فيه، إنهم ضمير مستتر غير قابل للصرف.
التعاليق