إفادة الثلاثاء 14 نوفمبر 2017 - 03:01

لقجع: مهندس زراعة الفرح في قلوب المغاربة

حين تفوق المنتخب المغربي على “منتخب الفيلة”بثنائية نظيفة، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018، رفع اللاعبون رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، على الأكتاف؛ والحق أن اللاعبين كانوا ينوبون عن 34 مليون مغربي، للتعبير عن شكرهم لهذا الرجل الذي فعل كل شيء من أجل انتزاع ورقة التأهل إلى المونديال، بعد عقدين كاملين من الغياب. 
لقد استطاع هذا الرجل، القادم من حقول بركان، أن يحول التراب المغربي إلى مشاتل ممتدة ومترابطة للفرح، في حيز زمني ضيق، وبغير قليل من الجدارة التي يشهد بها الخصوم قبل الأنصار، والتي جعلت الأعناق تشرئب إليه للوقوف على أسرار نجاحه على المستوى الوطني والقاري. إذ استطاع هذا المهندس الزراعي أن يدخل في منافسة شديدة مع واحد من أشرس المناهضين للوجود المغربي في “الكاف”، ألا وهو محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، حيث نجح في إزاحة هذا الأخير من منصبه كممثل لشمال إفريقيا داخل “الكاف” بعدد أصوات لا يقبل الجدل (41 صوتا مقابل 7 أصوات)، وهو الانتصار المدوي الذي أسال مدادا كثيرا في وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
فوزي لقجع لم يقف عند هذا السقف، أي الانتصار على أحد ديناصورات “الكاف”، بل تعداه إلى انتزاع منصب النائب الثالث لرئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أحمد أحمد، فضلا عن رئاسة “لجنة الطوارئ” داخل الكونفدرالية. أما رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فقد آلت إليه، لولاية ثانية، بالإجماع من قبل 39 مندوبا من أصل 48، حضروا الجمع العام بالمركز الدولي للمؤتمرات محمد السادس بالصخيرات، في يوليوز الماضي.
ولم تتوقف إنجازات لقجع عند هذا الحد، بل تمكن من  توظيف 9 أسماء مغربية في لجان “الكاف”، كما استقطب “الأيام الإفريقية” والجمع العام الاستثنائي لـ”الكاف” إلى المغرب، كما نجح في تحويل الملاعب المغربية إلى منطقة جذب لأكبر التظاهرات الإفريقية، وعلى رأسها كأس إفريقيا للمحليين 2018.
ولا ينبغي أن ننسى أنه هو الذي أصر على الإبقاء على الثعلب هيرفي رونار مدربا للمنتخب الوطني، في الوقت الذي عبَّر منافسه الكبير محمد روراوة عن رغبة الاتحاد الجزائري في الاستعانة بخدماته.  إذا كان يتحرّك في كل مكان من أجل تنقية بعض المساحات التي تعترض الناخب الوطني من الهواء الفاسد، حيث كان دائما يعبرعن ثقته في المدرب رونار، ويسد الثقوب التي تفتح هنا وهناك في جدار الثقة بين رونار من جهة، والصحافة والجماهير من جهة أخرى.
ولد فوزي لقجع بمدينة بركان الموجودة في 23 يوليوز 1970، تربى بين أحضان عائلة محافظة تتكون من أم ربة بيت وأب كان يشتغل في سلك التدريس قبل أن يصبح مفتشا متقاعدا، وله من الإخوة ثلاثة.
درس فوزي لقجع، مرحة الابتدائية والثانوية بمسقط رأسه بركان، وبها نال شهادة البكالوريا (علوم تجريبية) سنة 1988، قبل أن يلج معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط. 
وبعد نيله لديبلوم مهندس زراعي، التحق بوزارة الفلاحة، وبعدها التحق بـ”المدرسة الوطنية للإدارة” بالدار البيضاء ISCAE .
وبعد تخرجه من المدرسة الوطنية سنة 1996، التحق فوزي بالمفتشية العامة للمالية، واشتغل إلى جانب المفتش العام للمالية محمد بنبريك، ثم انتقل ليعمل كرئيس لشعبة المجالات الإدارية سنة 2000 لمدة ثلاث سنوات.
وفي سنة 2000، شغل فوزي لقجع منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة المالية بعد أن قضى سبع سنوات في قسم الزراعة والمقاصة.
بعد مرور 3 سنوات، انتقل إلى تقسيم الزراعة والمقاصة حيث استمر به سبع سنوات، و في يناير 2010، عين في منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة المالية.، ويعمل تحت إشرافه 300 موظف، وكبار المسؤولين التنفيذيين.
وبسبب جدارته المهنية، اختير فوزي لقجع عضوا في لجنة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعضوا في فريق المالية والزراعة لتنفيذ خطة “المغرب الأخضر”.
ولا يعتبر المهندس فوزي لقجع طارئا على كرة القدم، إذ سبق له أن كان لاعبا في فريق نهضة بركان للنائشين، وهو رئيسها الشرفي حاليا. وكان قد انتخب  رئيسا للنهضة البركانية في شهر شتنبر من عام 2009، قبل أن ينتخب في 11 نونبر 2013 رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو المنصب الذي تجددت له رئاسته في يوليوز الماضي.
ويعتبر فوزي لقجع إضافة نوعية للمغرب، ويكفيه فخرا أنه استطاع أن يخرج الأعلام والرايات إلى الشوارع، وأن يجعل المغاربة قاطبة، داخل الوطن وخارجه، يرددون في وقت واحد “ديما مغرب”.

التعاليق

المزيد من بورتريهات

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق