الجزائر تبرم مع إسبانيا عقدا فصير الأمد لبيع الغاز

قامت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك المملوكة للدولة الجزائرية، الخميس، بتوقيع إتفاقيات مع مجمع “غاز ناتورال فينوزا” تخص تجديد عقود بيع و شراء الغاز الطبيعي باتجاه إسبانيا وستمتد إلى غاية 2030.
وجاء في بيان للشركة ” إن هذه الاتفاقيات سمحت لسوناطراك بتعزيز مكانتها كأول ممون بالغاز الطبيعي للسوق الإسباني وتعزيز علاقة تعاونها مع شريكها التاريخي ” غاز ناتورال فينوزا”.
وقال الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، عبد المومن ولد قدور، إن هذه الاتفاقيات تمثل خطوة هامة في التموقع المستقبلي لسوناطراك في سوق الغاز الدولية في إطار استراتيجيتها 2030، و يؤكد نوعية العلاقة الطويلة المدى بين المؤسستين” يضيف بيان سوناطراك.
يذكر أن العلاقات التجارية بين سوناطراك و “غاز ناتورال فينوزا” بدأت عن طريق التموين بالغاز المميع في بداية السبعينات، و من ثم تطورت بإنجاز أنابيب الغاز “بيدرو دوران فاريل” و “ميدغاز″، كما تعتبر سوناطراك رابع أكبر مساهم في شركة “غاز ناتورال فينوزا “.
وتعرضت الجزائر التي تفضل ابرام عقود طويلة الأمد إلى ضغوطات كبيرة مع البدان التي تفضل شراء الغاز منها، وأزعج كثيرا شرط الجزائر بعض الشركات النفطية الأوروبية التي تفضل عقودا قصيرة الأمد، خاصة أن السوق تشهد تقلبات مستمرة في الأسعار.
وأجمع خبراء ومتتبعون للشأن الاقتصادي في البلاد، على أن الجزائر ليست في موقع قوة حتى تفرض شروطها على الأوروبيين حتى تبيعهم الغاز الجزائري بالنظر إلى المستجدات التي طرأت على السوق الغازية.
وقال في الموضوع الخبير الاقتصادي فرحات آيت على، في تصريح لـ “رأي اليوم ” إن زبائن الجزائر اليوم لهم الخيار في التموين بأسعار تنافسية على السوق الدولية دون اللجوء الى الغاز الجزائري، وما عليها الآن سوى ان تفرض نفسها وهي فاعل متوسط في اوروبا و صغير في السوق الدولية، بـ 45 مليار متر مكعب منها 22 لأروبا.
ويرى المتحدث أن الجزائر لا تمثل شيئا أمام روسيا وايران و امريكا وايران وقطر، و السوق تقلصت بفعل الطاقات المتجددة، فسوق الغاز متشبعة اليوم بالمنتوج أكثر من البترول، والشركاء لهم الخيار في التموين بأسعار تنافسية على السوق الدولية دون اللجوء الى الغاز الجزائري، فهم لا يرغبون لا في الارتباط بعقود مع ممون في سوق متشبعة ولا دفع اغلى من ثمن السوق الحالي، وبذلك سوناطراك ستقدم تنازلات جوهرية لضمان وجودها في السوق الأوروبية.
وتعتبر الجزائر من أهم مموني القارة الأوروبية بالغاز الطبيعي.
وحسب الأرقام الصادرة عن دول جنوب أوروبا، تستورد هذه الأخيرة قرابة 30% من احتياجاتها من الغاز من الجزائر، عبر ثلاثة أنابيب لنقل الغاز، أولها أنبوب “GLSI”، والثاني “MEDGAZ”، والثالث المخصص للنقل إلى إسبانيا عبر المغرب وهو “GAZODUCMAGHREB.
وتحوز إيطاليا أكبر حصة من الغاز الجزائري بنحو 60%، تليها إسبانيا بنحو 20%، وفرنسا بقرابة 12%، ثم البرتغال بنحو 7%، وسلوفانيا بـ 1 بالمائة .