قصة قصيرة: تجريب
قصدتكما والمقصود هو الله، لذا لا تخيبا أملى. لقد طلب مني ان اكتب قصة بضمير المخاطب، ولن أجد خيرا منكما بطلين لقصتي، ارجو ان تتعاونا معي، واعدكما ان انهي القصة نهاية سعيدة، وسنسبب الأسباب جميعا والله وحده الذي يقضي الحاجة، وأتمنى منه ان يقضي حاجتي وحاجتكما.
انت امرأة في الأربعين مات زوجك بعد شهر من زواجكما، تسكنين وحيدة، تلسين كل يوم ثوبا خفيفا وتصعدين الى سطح منزلك. وانت، عزيزي، شاب في العشرين من عمرك تحب الشعر وتربية الحمام، تصعد كل مساء الى سطح بيتكم، تطعم حمامك وتغني له:
– لحمام وهيا الحمام
وياياي
لحمام لي فالشبيك
وياياي
وما نبيعك
وما نشريك
وياياي
تعرفين؟ الفرص قليلة في الحياة، صوته جميلة، تم انه شاب في قمة رجولته، ربما ينسيك جفاف السنين، وانت امرأة وحيدة لم يتقدم حتى الان ولو واحد لخطبتك، لأنهم يقولون إنك منحوسة. الكرسي الذي بجانبك اصعدي فوقه واكتشفي صاحب الصوت، قولي له أي شيء كي تسلي لسانه، تم رجله، ثم …
– ومالك أخويا رابط هذاك لحمام في الشبيك؟ خليه يطير يفرفر فالسما، راه عطشان …
– انا عزيز على لحمام ما كنبغيهش يتخلط مع حمام اخر، وزيدون اش خاصو؟ كلشي عندو:
اللكط، لما، النظافة، وفوق كلشي كنغني ليه.
– صوتك زوين، شكون لي علمك تغني؟
– ولد عمي فلبلاد.
– عزيز عليك تسهر؟
– عزيز علي نقرا الشعر فالليل. سمحي لي غادي نخليك دابا.
– لا تتذمري، الأيام القادمة كثيرة، وقد بذلت مجهودا لا باس به. اصعدي إذا الى السطح في مثل هذه الساعة، واظهري له شيئا مما تتقنين. لم لا تعنين له انت كذلك؟
عفا خويا دير شي حيلة وديني لداركم
وهيا الوليد دير شي حيلة وديني لداركم
وما تخافشي من جدة، جدة فيها السالما
غدا تصبح كارما، غير ديني لداركم
تضحك؟ وهل هذا وقت الضحك؟ المرأة تناديك، لقد قالتها علنا: هي تريدك. تمعن في الكلمات الاغنية فكل مقطع فيها يقول لك: تعال. دجاجة بكامونها، امرأة وحيدة في البيت طويل عريض، تكبرك بالتجارب، تعلمك من اين تؤكل الكتف، وكيف تضرب الحديد وهو سخون.
اصعد فوق هذا البرميل، ابتسم في وجه المرأة، وكن رجلا، وتقضي حاجتكما في الأيام القريبة جدا ان شاء الله.
اما حاجتي فقد سببت لها الأسباب، وفتحت لكما الباب، وأتمنى من الله ان يناولني واياكما المراد.