السبت ٠٧ دجنبر ٢٠٢٤

قصة الحمام المغربي

السبت 18 أغسطس 13:08
19144

انتشرت ثقافة الاستحمام في الاوساط التقليدية بالمغرب، وما زال الامر كذلك الى يومنا هذا، بل لم تتمكن الحمامات العصرية ان تأخذ مكان الحمام التقليدي الشعبي لما له من مكانة في المجتمع المغربي.

يتكون الحمام المغربي التقليدي من ثلاث قاعات كبيرة متداخلة فيما بينها، تتدرج فيها الحرارة من المتوسطة إلى العالية، وفي كل قاعة توجد صنابير مياه نحاسية باردة وساخنة. وفي القاعة الأخيرة، حيث ترتفع الحرارة إلى أقصى درجاتها، يوجد حوض مائي متوسط وهو ما يسمى بـ “البرمة” التي تخزن الماء الساخن.

كانت الحمامات منتشرة في مدن المغرب، حيث يعمل فيها عدد من الرجال كل والوظيفة التي يقوم بها، فهناك المتقبل، والدلاك الذي يقوم بمساعدة الزبائن على الاستحمام، والزبال الذي يشرف على نظافة الحمام، ثم الوقاد يقوم بتوفير الحطب وحفظ النار مستعلة، واخر يدعى السقاء مهمته كانت توفير الماء للحمام، وكان التزين والتطيب يستدعي وجود حلاق او مزين، ويقابله في حمام النساء الماشطة التي كانت تقوم بتصفيف الشعر وصبغه بالحناء، الى جانب العنابة بالحواجب وترقيقها، ووضع الكحل في العين وتصقيل الوجه، وكان في الحمام الحارس يتولى حراسة ملابس المستحمين.

ويعتبر الحمام التقليدي مرفقا من المرافق الاجتماعية، وهو جزء من مورفولوجية المدن المغربية العتيقة، بهندسة معمارية قديمة. كما لا يخلو حي من الأحياء بالمغرب من حمام، يشيد غالبا بالقرب من الأسواق الشعبية والمساجد. 

وتتكون عدة الحمام التي يعتمدها المغاربة في الاغتسال من الصابون الأسود الذي يطلق عليه المغاربة “الصابون البلدي”، كما يعتمد المغاربة على مواد طبيعية لغسل الشعر تسمى بـ”الغاسول” وهو طمي أسود يعطي نعومة ونظافة للشعر والبشرة، بعد ذلك تأتي أهم مرحلة في الحمام المغربي والتي تسمى بمرحلة “التكسال” باستخدام قطعة خشنة تسمى “الكيس”.

وعرف المغرب انواعا مختلفة من الحمامات تختلف بين المناطق الحضرية والقروية أهمها :

الحمام العمومي: 
لم تخلو حومة او حي مغربي من الحمام، وعادة ما كان كان الرجال يرتادونه ليلا، اما النساء فكان الوقت المخصص لهن نهارا، “حصتان للرجال “في الصباح الباكر وبعد الغروب”، وحصة للنساء طيلة النهار”.
وللحمام العمومي وظيفة خصوصية الى جانب وظيفته الرئيسية حيث دأبت الاسر على اكترائه بالكامل، سواء في المناسبات الخاصة كالزواج او النفاس، او في حالة الاسر المحافظة التي لا ترغب في الاختلاط.
الى جانب ذلك كان الحمام يقدم خدمات مجانية كالسماح لذوي الحاجة او عابري السبيل بالاستحمام، وللناس بالوضوء.
حمام البادية 
أ – متروسة: 
هو عبارة عن شكل مخروطي ثلاثي الاعمدة يدعى “حمار” او “متروسة”، يغطى بالحياء والاغطية الصوفية التي تساعد على الاحتفاظ بحرارة نار الكانون.
ويؤثث هذا الفضاء كانون يوجد خارج دائرة الحمام، واناء ماء يغلي فوق بناء الكانون، وحجارة متوسطة تقحم داخل جمر الكانون.
وهناك مناطق أخرى في المغرب تقوم بإنشائه بواسطة الطين والقصب وقطع من الثوب.
ب – حمام الخواص :
يتكون من غرفة صغيرة تخصص للاستحمام داخل المنزل، يوجد به اناء كبيرة لتسخين الماء، بفرن يتخذ موقعه في منطقة تحت الحمام.

أضف تعليقك

المزيد من منوعات

السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٨ - ٠٢:١٠

تنقيلات مهمة في صفوف الدرك الملكي

الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٨ - ١١:٠٤

ارتفاع حاد في أرباح “فيسبوك”

الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٦

فيدريالية الناشرين تستنكر سلوكات أصحاب المواقع غير المهيكلة

الجمعة ٣١ يناير ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٠

“عمور” يلغي متابعته لـ”المجرد” على الأنستغرام