بقلم : فاطمة حطيب
وجه من الوجوه الجديدة، يتسلل إلى عالم الدراما، يتلمس طريقه في الظل، و يعمل في صمت، إنه محمد حطيب الممثل الذي باتت الدراما المغربية تطالعنا بإبداعاته، التي حقق من خلالها التميز.
محطات مختلفة مر من خلالها هذا الفنان، قبل أن يحط عصا الترحال في محراب الفن الدرامي.. جال تقريبا كل ربوع أوروبا بدءا من مدينة الدار البيضاء مسقط رأسه، و هو يجلس وراء مقود شاحنة تجوب الآفاق و تعاكس الرياح، و تحمل على ظهرها البضائع، ليجد في النهاية أن ما يحمله هو بداخله أثقل من حمولة الشاحنة..
في كل جيئة و ذهاب، يراود فكره و قلبه و عواطفه و عقله زخم الأشعار، التي طالما نظمها عقودا من لؤلؤ و زمرد، و تغنى بها و أطرب من معه و هو طالب في الجامعة، فيتجاذبه الحنين إلى الإبداع المقبور بين جوانحه، ليحط في النهاية الرحال على عتبة معهد سيدي بليوط للموسيقى و الرقص و الفن الدرامي، و يتخرج بعد سبع سنوات، حيث يرتمي بكل شغف بين أحضان الدراما يبثها عشقه، فيطالعنا بمجموعة من الأعمال قدم من خلالها العديد من الشخصيات، و تماهى مع الكثير من الحالات، فنجح في إمتاع المشاهد و إقناع الناقد.
راكم كما هائلا من المسلسلات التلفزية من قبيل: “شهادة ميلاد” “صلا و سلام” “البيوت أسرار” “نصف القمر” “كلها و طريقو” و اللائحة تطول، إلى جانب بعض الأفلام منها ما هو تلفزي و منها ما هو سينمائي، لتبقى فوق كل هذا بعض الأعمال محفوظة لم يتم بعد عرضها، نذكر منها الفيلم التلفزي “مكاتيب” و مسلسل “جريت و جاريت”.
و هذا مما يدفعنا إلى القول أن الاهتمام الذي بات يعرفه خريجو معاهد الفن الدرامي، من طرف الفاعلين في الصناعة السينمائية و التلفزية و المسرحية، لدليل على الوعي بأهمية هذه الشريحة، كخبرات ستسمو بالمنتوج الدرامي المغربي إن على مستوى التمثيل أو الإخراج أو السيناريو.
تعليقات الزوار 1