محمود عبد الشكور
محمود عبد الشكور
الجمعة 24 يونيو 2022 - 03:30

عندما حلق ‘الشيخ حسني” في سماء السينما

الناقد السينمائي محمود عبد الشكور

ما زلت أتذكر بهجة مشاهدتى العرض التجارى الأول لفيلم “الكيت كات” فى سينما كايرو بالاس . خرجت طائرا تقريبا فى الهواء مثلما يظهر الشيخ حسنى على الأفيش البديع .

أتذكر أننى ترقبت الفيلم بشغف بعد أن جاءت أخبار الأصدقاء الذين شاهدوا الفيلم فى مهرجان الإسكندرية، بأن ” محمود عبد العزيز وداوود عبد السيد ” عاملين تحفة. كل صديق أقابله يهتف مغنيا : ” درجن درجن درجن” ، فأستغرب أن يكون الأصدقاء معجبين بأغنية من فيلم “حنفى الأبهة” لعادل إمام، الذى عرض فى وقت قريب تقول كلماتها ” درجن درجن .. اصحوا للّون .. ياللا ندشدش كام مليون ” أو حاجة زى كدة، فيقول أصدقائى : “لأ دى درجن تانية خالص خالص ” .

انفجر “الكيت كات” كحدث استثنائى قبل عرضه التجارى، وفاز محمود عبد العزيز بجائزة أحسن ممثل فى مهرجان الإسكندرية بعد منافسة ضارية مع نور الشريف فى دور الأخرس فى فيلم “الصرخة” ، ومع أحمد زكى عن دوره فى فيلم “الراعى والنساء” ، ونقل وقتها أن نور نفسه قال ما معناه إنه أجاد فى فيلم “الصرخة” ، ولكن محمود عبد العزيز ” عمل دور عمره” ، بينما قال أحمد زكى إن عبد العزيز يستحق الأوسكار عن دور الشيخ حسنى .

هكذا جاء “الكيت كات” الى القاهرة تسبقه سمعته، وبعد المشاهدة قلت إن ما قيل عن الفيلم أقل كثيرا مما شاهدت . كانت السينما تهتز بالضحكات، وكان الشيخ حسنى قد حفر اسمه وشخصيته وعباراته الى الأبد فى ذاكرة جمهور السينما .كان الحلم قد طار بالناس مكتسحا العجز والفشل والقهر، وكانت أغنية ” درجن ” بتاعة “الكيت كات” هى أغنية الموسم، كنا نضحك من عجزنا ونحلم مثل الكفيف الظريف بالطيران ، وكان محمود عبد العزيز قد قفز متجاوزا كل أدواره السابقة ، لم يعد نجما فحسب ، لقد صار من مشخصاتية الفئة الأولى الممتازة.

التعاليق

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

المزيد من ثقافة وفنون

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق