
“عزيز البدراوي” قيمة وازنة قد تنضاف لعالم الكرة المغربية
مراسلة : فاطمة حطيب
بات أشهر من نار على علم، بات حديث الصحف و المواقع الاجتماعية، إنه “عزيز البارودي” الملياردير الأسطورة، كما يحلو للبعض أن يسميه، رجل أعمال مغربي عصامي، بدأ مشوار حياته من لا شيء، ليصبح بعد ذلك كل شيء.
من رحم حي متواضع “بالتقدم” بالرباط، خرج ليشق طريقه و لينحث في الصخر، مراكما للعديد من الإنجازات في مجال الإدارة و التجارة و الاستثمار، لتندلع شهرته بشكل لافت، عقب الإعلان رسميا عن شغله منصب المدير العام لشركة “أوزون”، للبيئة و الخدمات داخل المغرب و القارة الإفريقية.
اختصر كل درجات سلم المجد في زمن قياسي، متفوقا في مجال جمع النفايات، ليس فقط على المستوى الوطني بل حتى على مستوى القارة، مما أكسبه حضوة لدى العديد من المسؤولين الدوليين.و نحن ننبش في مكنونات زخم من تجارب خاضها،صارعته فصرعها، نقف على حجم من الإبداعات أنجزها و هو خارج السرب في بعده التميزي، تركت أصداء لافتة في مشروعه التجديدي.
يطل علينا عزيز البدراوي بتواضعه الجم، و هو يحيي صلة الرحم مع حيه، الذي لا زال يربطه به خيط رفيع جسد كل معاني البساطة، بساطة في المظهر تقصي كل عجرفة في ارتدائها سلم الشهرة، و بساطة في التعامل مع الآخرين بقلب طيب كبير، يسع كل احتياجاتهم.راكم البدراوي ذكريات جريئة مع أصدقاء الطفولة، و هو يمارس عشقه للكرة في تلك الأحياء الشعبية الفقيرة بالرباط و التي ترعرع فيها، ليعلن رعايته ماديا و تأطيريا لدوري كرة قدم يحمل اسم والدته، كما يحمل توقيع دروب و أزقة و حوانيت و أصدقاء طفولته.
وصف بصاحب المبادرات الإنسانية، فقد ساعد فرقا رياضية و ساعد شباب حيه، كما دعم مجالات عديدة منها الفني والرياضي و الاقتصادي و الاجتماعي، حيث تبرمج الشركة سنويا أنشطة لمستخدميها و أطرها، من قبيل مبادرة ملكة جمال عاملات النظافة، و كذا دعم المهرجانات الثقافية و المسابقات،و دعم فرق رياضية و مارطونات، إلى غير ذلك من الانشطة مما جعل مجموعة “أوزون” تستأثر بلقب “الشركة المواطنة”.
محطات عديدة إذن، تلك التي مر منها، و مسارات كثيرة أطرت حياته، فجعلت منه أيقونة متفردة، حققت إنجازات باهرة، فعزيز البدراوي رجل الأعمال المغربي ذو الواحد و الخمسين سنة، درس بالجامعة المغربية إدارة الأعمال، ليتمم بعد ذلك رحلته الدراسية في ألمانيا و يحصل على دبلوم.اندمج في الحياة المهنية منذ 1985، ليؤسس أول شركة استثمارية له بالمغرب سنة 1999، ثم اشتغل في مجال التدبير المفوض لقطاع النظافة، حيث اعتبر من المؤسسين لهذا النوع من التدبير، الذي كان في وقت ما حكرا فقط على الدولة و الشركات الأجنبية، ليتوج هذه المجهودات بإنشائه لشركة أوزون سنة 2008 و التي أصبح في ما بعد الرئيس المدير العام لها، حيث كان للفترة التي قضاها في الاشتغال كمكتب دراسات في النفايات في بداية مشواره، الأثر الأكبر في ضبط آليات اشتغاله في مشروع النظافة في ما بعد.
يصنع “عزيز البدراوي” المستحيل في عالم المال و الأعمال، فشركته بدأت صغيرة بأربعة عاملين فقط، حققت في تلك السنة رقم معاملات وصل إلى 54 مليون سنتيم، لتناهز المجموعة اليوم 100 مليار سنتيم بعدد عمال يفوق 11600 عامل.انتزعت مجموعة “أوزون” الريادة بإبرامها 57 عقدة للتدبير المفوض لقطاع النظافة، حيث تشتغل في هذا المجال في أزيد من 77 ميناء صيد بحري، و 7 مطارات دولية بالمغرب، كما تدير قطاع النظافة في أربع دول إفريقية و هي: مالي، السودان، غينيا و ساحل العاج.
ينضاف إلى كل هذا حدث ترشيحه لرئاسة نادي فريق الرجاء، حتى لكأننا أمام ذات إبداعية امتاحت من كل نبع، و صيرته شرابا سائغا، يتهافث الكل على الارتشاف منه حيث يبقى “عزيز البدراوي” الرجل المناسب الذي وصل في الزمن المناسب، لإعادة المكان إلى الوضع المناسب، و هي إشارة تحيل على ترشحه لرئاسة نادي الرجاء الرياضي، كطائر ينبري للحظة، محلقا بجناحيه فوق كل المواقع، دون الوقوع في مصيدة الانتمائات، و يرد بكل ثقة و ثبات بوابل من التمرد حيال إحدى المنابر الإعلامية، و لعله استهل لحظته تلك بومضة تدخل في خانة النظام، فتؤجل اللقاء الصحفي و تحدد الشروط.و إذا كان أول الغيث قطرة، فإن أول خطوة في مشوار ألف ميل مع فريق الرجاء كانت خطوة نظام، و أن ما يتأسس في منطلقه على النظام و الترتيب، حري به أن يفضي إلى مشروع سيعيد ترتيب البيت الرجاوي، داخل المنظومة الكروية بالمغرب، حيث الرجل حاضر بكل ثقله، و كل همه أن يعيد الرجاء إلى وضع الألقاب و الإنجازات، بضخه لدماء جديدة في شرايين النادي، مع اعتبار الجمهور قيمة مضافة لجهود الفريق، يعتد باقتراحاته و ليس مجرد متفرج من بعيد.
فإلى أي حد سينجح “عزيز البدراوي” في تدبير هذا المشروع الرياضي كما نجح في تدبير مشروع النظافة؟