لم يكن حينها التنقل من الجزائر الى المغرب وكذلك العكس يتطلب رخصة، ولم يكن سكان وجدة يفرقون بين مغربي وجزائري، خلال هاته الفترة عاش عبد العزيز بوتفليقة بمدينة وجدة رفقة عائلته التي استقرت في المنطقة لثلاث أجيال، ودرس هناك بمدرسة سيدي زيان، واشترك مع باقي الأطفال مطعم المدرسة، يحكي الحسين الدراجي احد مؤسسي جمعية قدماء تلامذة وجدة لمجلة زمان، كيف كان صديقا لبوتفليقة أيام الدراسة الابتدائية “تعرفنا على بعضنا –يقصد وبوتفليقة- في مدرسة زيان، خصوصا في المطعم المدرسي، اذ كان الأستاذ بنكداش مدير المطعم يكلفني بمساعدته في توزيع حصص الوجبات على التلاميذ، وتحضرني هنا ذكرى ذريفة مع الأخ بوتفليقة، اذ كان يتودد لي لأمكنه من حصة إضافية من الطعام، فقد كان اكولا”.
في مرحلة الشباب التحق بحزب الاستقلال وتربى في احضانه تحت رعاية المرحوم الحاج عبد الرحمان احجيرة، الذي استقطبه للحزب، لتشكل مرحلة نضاله داخل حزب الاستقلال علامة فاصلة في تكوينه السياسي، افاده كثيرا خلال التحاقه بجبهة التحرير الجزائرية.
في مرحلة لاحقة اجتاز مباراة الشرطة بالمغرب، وكان على وشك الالتحاق بسلك الشرطة لو لم يضمه بومدين الى صفوف الثورة الجزائرية.
لم يدري أحد من رفاقه المغاربة كونه جزائريا الا حين التحق بجبهة التحرير الجزائرية.
في سنة 2007 وخلال الذكرى المئوية لتأسيس مدرسة سيدي زيان حيث درس قرر قدماء التلاميذ المغاربة الاحتفال بالمناسبة ودعوة عبد العزيز بوتفليقة وهو رئيس الجزائر، يحكي زميله في الدراسة، الحسين الدراجي “سألت الجنرال الجزائري العربي بلخير المكلف سفيرا بالرباط، عن طريقة دعوة بوتفليقة للحفل … فرحب بالفكرة، ووعدني بتدبر زيارة ننزل فيها عند فخامة الرئيس، وخلال التحضيرات اخبرت وارة الداخلية والديوان الملكي بالأنشطة التي ننوي تنظيمها، غير ان السلطة المحلية، في شخص والي وجدة حينها، منعتنا من تنظيم هذا الاحتفاء، لتقوم هي بإحياء ذكرى مئوية مدرسة سيدي زيان في صورة باهتة”.
أضف تعليقك