كثر الحديث مؤخرا عن تيفوات الألتراس؛ التي أبهرت الجميع بتصاميمها المبدعة ومواضيعها الراقية، وقوي النقاش حولها بين نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، الذين اختلفت مشاربهم وانتماءاتهم الوظيفية والايديولوجية.
فمنهم القاص الذي يرى أن استلهام موضوعات “التيفوات”، المرفوعة في مدرجات الملاعب، من أعمال أدبية عالمية ومن طرف من ينعتون في كثير من الأحيان بـ “التشرميل” والجهل، فهذا يدل بالضرورة، على “أن الأدب حي يتنفس و”يمشي في الأسواق”… حتى الذين لا يقرؤون صاروا يعرفون الآن يوجين يونيسكو وجورج أورويل، وربما سألوا “العم غوغل” عنهما، وسيسألون عن غيرهما، تبعا لما سيرفع في “تيفوات” قادمة…”، يقول عبد الهادي الفحيلي.
ومنهم القيادي بجماعة محظورة، وأقصد هنا عمر احرشان عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان، الذي وجه التحية لجمهور الفريقين الأخضر والأحمر، وأكد على ضرورة قراءة رواية جورج أورويل.. ” لفهم هذا التيفو…وهناك نفهم معنى الغرفة 101. وعي ورمزية ذات دلالة لدى شباب الألتراس”.
فـ “هذه غرفة تعذيب المعتقلين السياسيين في رواية أورويل 1984، وذاك تيفو جمهور الرجاء البيضاوي. أو في رواية أخرى، حين يصبح الجمهور هو الصانع الحقيقي للفرجة. أو في رواية ثالثة، حين يصبح الجمهور هو النجم الأول في المباراة. أو في رواية رابعة، من شعار “ما بغيتونا نقراو ما بغيتونا نوعاو” إلى روائع الأدب العالمي، كم كانت المسافة قصيرة يا صاحبي. أو في رواية أخيرة، جمهور الرجاء يسجل الأهداف في المرمى الأكبر”، يعلق الكاتب سعيد ناشيد.
وبالإضافة إلى تيفو الرجاء المعنون بالغرفة 101، يشير مصطفى العراقي إلى تيفو آخر تم رفعه من طرف محبي الشياطين الخضر، يخص رواية وفيلم:” البرتقالة الميكانيكية أو الآلية “، وهي رواية ” للكاتب انطوني بورغيس كتبها سنة 1962, وهي مستوحاة من حادث تعرضت له زوجته، حيث اعتدى عليها أربعة (4) أشخاص سنة 1944..”
وتعالج الرواية حرية الفرد في مقابل حرية المجتمع وانتصار الفرد على مجتمعه، وصنفت من بين الروايات القلائل التي رصدت لتفسخ المجتمعات الغربية “المتحضرة” المليئة بالعنف والقهر والقيود، ودعت إلى ” خلق أنماط بشرية خالية من الانفعال ومن التمرد. وهي رواية تفضح التطرف في النظم السياسية…” .
وقد لاحظ أحد المدونين الفايسبوكيين (هشام مومبارك) أن غالبية المتدخلين اهتموا بـ “تيفو” الرجاء المستوحى من “room101″، “… وقليل لنتابه لهاد خونا اللي طلع تاهو ف التيفو .. اللي هو Malcolm McDowell بطل الفيلم الأسطورة Clock Work Orange للمخرج Stanley Kubrick، اللي استمد القصة ديالو من كتاب Anthony Burgess ..”، ليضيف، “المخرج كان قريب ومتأثر بزاف بالكتاب لدرجة أغلبية screenplay كانت موخودة حرفيا من dialogue ديال الكتاب. وهاد الفيلم تايتعتابر Number one دالأفلام اللي شخص ودرس التأثير النفسي للعنف. واخا ختالفو العلماء مؤخرا فاش خرج Joker اللي دوا على نفس الحالة…”.
وعبر رضوان التيجاني؛ الفاعل المدني والسياسي، عن أمله في أن يشكل هذا الابداع وهذا التفاعل دفعة ومحفزا على المصالحة مع الكتاب والفعل القرائي، فـ ” لم يتم قط الحديث عن كتاب وعن كاتب بهذه الكثافة (آلاف التدوينات والتعليقات في ليلة واحدة).
Warning: Undefined variable $postData in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Attempt to read property "ID" on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
أضف تعليقك