إفادة الجمعة 27 يوليو 2018 - 12:19

صدرَ حديثاً: رواية “وحي” لـ حبيب سروري

صدرت حديثاً، عن دار الساقي، رواية “وحي” (255 صفحة) للروائي اليمني حبيب عبد الرب سروري.
وجاء في الغلاف الأخير للرواية: “رسالة غامضة باسم مستعار تصل إلى غسّان العثماني، وهو في طريقه إلى سورينتو لقضاء إجازته مع زوجته شهد، تثير لديه الكثير من المخاوف والتساؤلات. تتوالى الرسائل بينهما ويغدو العثماني أسير شخص غامض ينبش ذاكرته القديمة، منذ حادثة “جامع العيدروس” في قريته في اليمن، وخروجه من القرية إلى عدن وسنوات الدراسة والعمل الحزبيّ، وتاريخ علاقته بالإيمان والوحي، وسقوط المسلمات الدينية لديه.
“عبر علاقة شائكة يسرد الراوي لمخاطبة المجهول الأوضاعَ التي آل إليها اليمن ومدنه الجريحة، باحثاً عن أسباب هذا الخراب وجذوره في الفلسفة والتاريخ. ويبوح له بأهم أسرار ومغامرات حياته.
يقود الشغف غسان العثماني إلى موعد مع مراسله المجهول، منساقاً خلف سحره الغامض، دون أن يدرك حجم المفاجأة التي تنتظره…”
حبيب سروري كاتب وروائي يمني، وبروفسور جامعي. “وحي” روايته التاسعة.
من أجواء الرواية:
(١)
“أيْ نَعَم، أضحى كل شيءٍ في حياتنا اليوم رقميًّا، ينسابُ في الألياف الضوئية للإنترنت: الغزل والعشق، الثورات والحروب، الاكتئاب والانتحار، ألفيّة ابن مالك والفتاوى “أون لاين”، أوجه القتلى والموتى الذين نضعهم على الشبكات الاجتماعية دون استئذان، وأيامنا التي تسيل بين أصابعنا ونحن نراكم صورها، ننشرها، نبعثها للأصدقاء، نمسحها، نؤرشفها، نضيعها، ننساها… دون أن نحياها بحق فعلًا. كل شيء، بما في ذلك الوحي (أقول هذا وقد رمقتُ على شاشة هاتفي الجوّال رسالة إلكترونية طازجة، عنوانها كلمة مغرية غاوية، تجعلني أفزّ فزًّا: “وحي”!).
 (٢)
“وفْق الحلم، يلزمه أن يذبح طفله بالساطور الإبراهيمي، وليس بمسدس، وأن يبيع مسدسه بعد ذلك لشراء ثمن قبر ابنه، وأن يدفنه بيديه مع الساطور.
حينئذ، وحينئذ فقط، ستنتهي الحرب والعنف في هذا العالَم.
انتظرَ نهاية الأذان مباشرة. حربٌ أهليّةٌ جديدة تتفجّر في جوفِه وبين أضلعه. كأفاعي العالَم تلتفّ على بعضها في صدره.
توكّل على الله، بسمَلَ، قرأَ آيات الكرسي والفاتحة، وذبحَ ابنَهُ عند باب الجامع مباشرة، استجابة لدعوة الله له في الحلم، وقربانًا لتتوقّف الحرب ولينتهي الشر في كلِّ العالَم”.
(٣)
“سيكون، أستاذنا، جميلاً الحفرُ في الطبقات الأكثر عمقا لجيولوجيا علاقتك بالإيمان والوحي. يبدو لي أن هذه العلاقة مفصليّة جدًا، تفرِّق بين نوعين متباعدين من البشر، في قطبين تفصلهما كلّ المسافات.
عندما تؤمن بحقيقةٍ قِيلَ إنها هبطت لإنسان، بواسطة وحي سماوي، فأنت تنظر باتجاه أنبوبيّ، تفكر انطلاقًا من مسلمة غير مبرهنة (قد تكون حقيقة، وقد تكون دجلًا لا غير) وتعيش على نحو مقنّن وموجّه، شعاره: في البدء كان ساعي البريد، تقرير الهدهد، جبريل الذي يهبط من السماء السابعة.
وعندما لا تؤمن إلا بالحقيقةِ النابعة من التفاعل ومرور التيار بين قطبٍ من الأسئلة، وقطب معاكس آخر، الحقيقة المبرهنة علميًا (بالتجربة المختبرية أو بالدليل الرياضي، بالكربون 14، أو بحمض الـDNA، بالتحليل اللغوي للنصوص أو بالنقد التاريخيّ…)، فأنت تنظّر وتفكّر وتعيش في عالم آخر، في الجهة المعاكسة للعالم الأول، شعاره: في البدء كان الثقب الذي يسمح بالرؤية، في البدء كان التساؤل والشك والجدل والبرهان.
أليس كذلك، عزيزي الغالي؟”.

التعاليق

المزيد من ثقافة وفنون

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق