هو أول من لحّن أشعارا لجلال الدين الرومي وللصوفيين الآخرين (حافظ وتبريزي). هو الإيراني الكردي شهرام ناظري. هو القطب الذي أدير عليه كثيرا من أوقاتي المعزولة عن ضوضاء الآخرين. هو الدورات الزرقاء والخضراء التي أدورها في فراغات روحي الملأى بالنشيج. لا أعرف ماذا أختار له؟ فكل ما عمله كان خصبا مفرحا بين الجمال والجلال والمعارج… هو الصوت الذي يدنيني من نفسي الضائعة في عليين… فإذا رأيت الكرسي تحتي يدور ويديّ صارتا جناحين لا يهدآن، وإذا صادفت دمعة وجد تغسل أختها الدمعة، فاعلم أن القلب على موعد مع شهرام. (وبقية أهل الصفاء الصوفيين).
مولاي شهرام ناظري… قدس العشق قلبك وغسل الفرح خلودك… يا مولويّ الزمان لا تتركني إلا ولبّادة الهيام تلاشت مع أنوار الغيب…
هذه واحدة من قصائد حافظ الشيرازي الشهيرة (ألا يا أيها الساقي). وهذا نصها بالفارسي والعربي (ترجمة أوس الشمسان).
بالمناسبة: وزن القصيدة بالفارسي هو نفسه وزنها بالعربي! وهذا له حديث ليس هنا.
الا يا ايها الساقى ادر کاسا و ناولها
که عشق آسان نمود اول ولى افتاد مشکله
به بوى نافه اى كاخر صبا زان طره بگشايد
زتاب جعد مشكينش كه خون افتاد در دلها
مرا در منزل جانان چه امن عيش چون هر دم
جرس فرياد مى دارد که بربنديد محملها
به مى سجاده رنگين کن گرت پير مغان گويد
که سالک بىخبر نبود زراه و رسم منزلها
شب تاريک و بيم موج و گردابى چنين هايل
کجا دانند حال ما سبکباران ساحلها
همه کارم زخود کامى به بدنامى کشيد آخر
نهان کى ماند آن رازى کزاو سازند محفلها
حضورى گرهمىخواهى از او غايب مشو حافظ
متى ما تلق من تهوى دع الدنيا و اهملها
**********
القصيدة بالعربية
أَلا يَا أَيهَا السَاقِي أَدِر كَأسًا ونَاوِلها
فَمَن تُوقعهُ نَفسٌ في شِرَاكِ العِشقِ يَعذِلهَا
يفُوحُ النَدُّ من جَدلٍ إذا رِيحُ الصَّبا هَبَّت
وذَابَ المِسكُ في مَوجٍ مَضَى بالمهجَةِ الوَلهَى
وَهَيهَاتَ الهَنا في مَنزِلِ الأحبَابِ والدَاعِي
بِجَرْسٍ صَمَّ أسمَاعِي “خُذ الأمتَاعَ واحمِلهَا”
فَلَبِّ الشيخَ واصبَغ مِن كُؤوسِ الرَّاحِ سِجَّادا
ومَن يَرفَع عَصا التِّرحالِ مهمَا طَالَ يُنزِلهَا
أمَن تَرمِي بِهِ الأموَاجُ في لَيلٍِ بلا قَمَرِ
كمَن يُمسِي على الشُّطآنِ قَد ألهَاهُ ما أَلهى
فلا أجنِي بِعزِّ النفسِ إلا أقذَعَ الذِّكرَى
ولا الأسرَار تُخفِيهَا شِفَاهٌ إن تُنَقِّلهَا
فَإن رُمتَ الحُضورَ اليومَ لا تُغفِلهُ يا حَافِظ
متَى ما تلقَ من تَهوَى دَع الدُّنيَا وأهمِلهَا
أضف تعليقك