محمد معطسيم
احتضنت المكتبة الجامعية محمد السقاط، يوم 21 يوليوز2018،
حفلا تكريميا للأستاذ محمد البكري، بمبادرة من المركز الدولي للدراسات والأبحاث في
علوم التواصل السياسي.
وفي الورقة التي قدمها محمد البكري، استشكل في مقدمتها
حديث الذات عن نفسها: كيف أتكلم عن نفسي، وأنا اكره الحديث عنها؟ والذي يمتلك القدرة
على ذلك تترسخ لديه دربة تكون فيها الذات منفصلة عن الموضوع؛ فغالبا ما تختلط الذات
والموضوع، وينسى أنه مستقل قائم الذات بعيد عنها. أجاب محمد البكري: “أتحدث عن
كائن مغربي ينتمي إلى جيل بداية الخمسينيات، والدي من جيل الأربعينيات، مارس التدريس
في عصره، لكنه أبعد عنه ليبتعد بعد ذلك عن كل عمل رسمي“.
ورث محمد عن أبيه مكتبة وحسا ثقافيا ومهنة التدريس.
أما طفولته فهي كطفولة جيله كانت موشومة بالتأثير الاستعماري. وتوقف عند جيل السبعينيات
المنهجس بالقضية الوطنية، والمنهمم بحلم تقدم الأمة ونهضتها. أما ثقافته فتمتح من روافد
شتى، بحكم تكوينه الأكاديمي المتعدد، في الشريعة والقانون… لكن حبه للغة العربية
وآدابها لا يضاهى.
ظل، باستمرار، مقدرا ومحترما الرغبة الجامحة، للمعرفة
عند طلبته، واستحضر، في الثقافة اليونانية، محبة الحكمة عند الإغريق ومفهوم المدينة
عندهم أيضا. وهذا يفسره بحثه الدؤوب عن الجديد عير الترجمة، لنقل المعرفة الجيدة وباللغة
الجيدة، ولا سيما يعض أعمال دريدا وهابرماس وبارث.
توالت الشهادات بطعم الحب بدءا من كلمتي الأستاذين
رشيد العرايشي ورشيد داوني، وشهادة المسرحي محمد قاوتي التي ألقاها واقفا ملمحا في
سخرية لافتة إلى سلطة الواقف، وسلطة الوقوف. اختار لها محكيتين الأولى مسكونة بالحكمة
والثانية معنونة ب” الشيباني” وهو اختيار يليق بمقام التكريم.
أما شهادة الأستاذ محمد الداهي، وهو مجايل لمحمد البكري،
وأحد طلبته فصرح بانزعاج بقرار الاستقالة من الواقع الذي فقد يه المثقف البوصلة، واصبح
هذا الواقع عصيا على الفهم فاقدا للمعنى؛ بعد انهيار السرديات الكبرى، والدخول في أفق
العولمة والحداثة المعكوسة والنرجسية القبلية؛ وكانه يقرأ الألم الذي يعتصر، في مشاركة
وجدانية مفهومة جدا بين الشخصين.
وجاءت شهادة الأستاذ محمد جودات طافحة شعرا، كان فيها
شعر درويش حاضرا. وتوقف عند حادثة توقف المصعد بأحد الفنادق الجزائرية التي ذكرها محمد
الداهي حينما كان رفقته، ورصد اثناءها رباطة الجأش عند البكري في هذا الموقف الحرج.
نجح جودات، في تحويلها إلى استعارة؛ ليؤول التوقف توقفا للمصعد المغربي والعربي، والصاعد
فيه نازفا بالمعنى الذي عرضه الخطيبي في “كتاب الدم”. ليؤكد، أخبرا، على
بساطة وعمق المحتفى به أو ما سماه بساطة العمق.
وفي شهادة الأستاذ محمد معطسيم، انطلق فيها من مفهوم
الجوار في الإقامة مفضلا الجوار في الفكر، لقيمته الوجودية والذي يعكس صداقة فكرية
عميقة، تعود إلى متابعة دؤوبة لمجلة الثقافة الجديدة واشتغال موضوعي على تجربة الترجمة
عند محمد البكري.
محمد البكري دائم الوفاء لمبادئه أمام استفحال الردة
الثقافية، وهو لذلك مثقف مظلوم لم ينل حظه من المتابعة الكافية. ربما أطلقت مبادرات
احتفائية به هنا وهناك، تذكر بان هناك رجلا اسمه محمد البكري، عفوا صرحا من صروح الثقافة
المغربية المعاصرة.
تتابعت الشهادات، كما أراد لها منظمو التكريم، حية
تلقائية حميمية، قدمتها ابنته وطلبته وزملاؤه
واصدقاؤه وجيرانه، كلهم أجمعوا اوخططوا سرا لبيان مشترك عنوانه:” كنبغيوك”.
ولتوثيق هذه اللحظة الاحتفائية تعهد المنظمون بما يأتي:
– التهييء لعدد خاص حول
محمد البكري ضمن العدد الثالث من مجلة التواصل السياسي التي يصدرها المركز الدولي للدراسات
والبحاث في علوم التواصل السياسي.
– إنجاز فيلم وثائقي بإشراف
حبيب نصري
– إعداد حوار مع محمد
البكري حول تجربته في الترجمة، يجريه محمد معطسيم
في نهاية الحفل قدمت للأستاذ محمد البكري هدايا عربون
محبة ووفاء. اما هديتي له، فلم أحملها هناك،
مخافة إساءة الفهم حسب امبرتو إيكو في حكاياته.
Warning: Undefined variable $postData in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Attempt to read property "ID" on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
أضف تعليقك