إفادة
إفادة
الإثنين 28 مايو 2018 - 04:54

شحلان ينتقد إقدام عمدة مراكش على إعدام “جنان الحارثي”

وجه المؤرخ والأستاذ احمد شحلان رسالة مفتوحة الى من يهمه الامر، يستنكر فيها ما ال اليه وضع “جنان الحارثي” بمدينة مراكش.
وجاءت رسالته بعد المصادقة على قرار للمجلس الجماعي لمدينة مراكش، في دورة ابريل الماضي، والقاضي بتحويل جزء من “جنان الحارثي” الى الخواص من اجل إقامة “سُيبير مَا رَشِّي super marché” لبيع الشاي، وهو ما لم يستسغه المؤرخ الكبير، بل لم يفهم سبب اتخاذه، متسائلا، وموجها الكلام الى عمدة المدينة، “ولعلكم سيدي، لا تعرفون تاريخ هذا المكان”.

لينتقل الى الخوض في سرد أهمية المكان، وتاريخه، والأنشطة التي كان يوفرها لسكان مراكش من المواطنين العاديين وكذا للطلبة، والأنشطة الثقافية التي أقيمت هناك، من مسرح ومحاضرات وموسيقى ..

وأضاف المرؤخ شحلان ” من المروع السيد العمدة، ان الدول الراقية تحول الأسواق الى فضاءات فكر، لا فضاءات فكر الى أسواق … سَيَكُونُ مِنْ العَارِ، أَنْ يُكَدِّرَ صَفْوَ هَذَا الفَضَاءِ الّذِي يَحْمِلُ إِلَيْهُ طِفْلٌ أَوْ شَابٌّ، كَمَا فَعْلَتُ وَفَعَلَتْ أَجْيَالٌ مِثْلِي، كِتَابًا لِيَقْرَأْهُ فِي هُدُوءٍ … سيكون عارا يُحَوِّلَ فَضَاء هُوَ أَوْلَى بِالفِكْرِ والتَّدَبُّرِ لِيُصْبِحَ سُوقًا ..
وختم المؤرخ والأستاذ شحلان رسالته بالتاسف على الخلط بين ما هو ثقافي وتجاري لدى مسؤولينا، قائلا بحرقة المثقف المغربي الذي يؤلمه ما يعيشه المغرب من تدهور على المستوى الثقافي قائلا ” فَلتَفْتَحُوا هَذَا “المـَتْحَفَ” “السوق” بَعِيدًا عَنْ جَنَانِ الحارثي، وَلَا أَحَدَ مِنْ أَمْثَالِي يَتَدَخَّلُ فِي شَأْنِكُمْ، إِذَا اِبْتَعَدْتُمْ عَنْ صِفَتِكُمْ أُسْتَاذًا يُرَبِّي النُّفُوسَ وَصِرْتُمْ إِنْسَانًا يَهْتَمُّ بِتَنْمِيَةِ الفُلُوسِ”.

وأضاف ان ” أَصْحَابَ المَشْرُوعِ حَرَّفُوا “مَفْهُومَ التُّرَاثِ المَعْنَوِيّ” عَنْ مَوَاضِعِهِ، إِذْ أَرَادُوا زَوَالَ رَمَزِيَّةِ المَعْهَدِ المُوسِيقِي الْعَتِيد والحارثي العَرِيقِ، وهو تُرَاثٌ مَعْنَوِيٌّ، بِبِنَاءِ إسْمـَنْتـِيٍّ حَدِيدِيٍ يُصْبِحُ مَقْهًى لِلشَّايِ أَوْ لِمَا شَاءَ اللهُ. أَيُّ تُرَاثٍ مَعْنَوِيٍّ هَذَا؟ إِنْ مَا يُفْهَمُ مِنْ تَصَوُّرِ أَصْحَابِ المَشْرُوعِ، هُوَ مَتْجَرٌ كَبِيرٌ لِلبَيْعِ وَالشِّرَاءِ … ثُمَّ وَالعَجَبُ هُنَا، مَنْ نَحْنُ فِي صُنَّاعِ الشَّايِ حَتَّى تَلْـَبسنَا الْحـَمَيَّةُ فَنَبْنِي لَهُ مَتْحَفًا؟
أَلَيْسَتْ الصِّينُ أُولَى مِنَّا بذَلِكَ وفي أرْضِها لا أَرضِ الحارثي؟ أوْ عَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَ الصِّينَ تُقِيمُ المَعَاهِدَ المُوسِيقِيَّةَ فَلَا رِبْحَ فِيهَا كَما تَرَى ذلكِ خِبْرَةُ القَائِمِين على المشْروعِ الطَّويلَةُ في مَجَالِ تَسْويقِ الشَّاي” وَنَبْنِي نَحْنُ الأَسْمَنْتَ وَالحَدِيدَ بِاسْمِ التُّراثِ المَعْنَوِيّ؟ يا أصْحابَ المَشْروع، إذا أَرَدْتُم الحِفَاظَ عَلَى التُّراثِ المَعْنَوي، فَجَدِّدوا الـَمعْهَدَ المُوسِيقِيّ وَخَصِّصوا جناحاً منه للشَّاي بالمجان. لاَ حَقَّ لــِمَنْ لا يـَمْلِكُ، أنْ يـُعْطِيَّ لــِمَنْ لا يـَسْتَحِقُّ”.
 

التعاليق

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

المزيد من شؤون محلية

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق