
سيدي مومن التنمية الغائبة و”سياسي حكيم” مفقود
شاعيق عبد العزيز
رغم أن عدد المستشارين المنتخبين بمقاطعة سيدي مومن وصل الى ثلاثون مستشارا ومستشارة خمسة منهم محسوبين على المعارضة، إلا أن الوضع السياسي والتنموي بالمنطقة ينذر بالخطر ويطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى وجود مجلس يفترض فيه تمثيل هموم الساكنة والدفاع عن مصالحها.
أمام هذا المشهد الباهت، يبرز اسم واحد فقط في الواجهة: المستشار يوسف السميهرو، عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي لا يكل ولا يمل من الترافع عن ساكنة المنطقة واحتياجاتها التنموية، سواء عبر مراسلات رسمية للجهات المعنية، أو من خلال الإعلام الإلكتروني المكتوب والمسموع او من خلال الفضاء الافتراضي، وذلك في احترام تام للضوابط القانونية والأخلاقية، رجل واحد وسط صمت مطبق من باقي المستشارين والمستشارات سواء من هم ضمن الاغلبية المسيرة أو من هم خارجها.
وفي خضم هذا الصمت المريب، لا يسع المتتبعين للشأن المحلي بسيدي مومن سوى أن يتساءلوا: أليس فيكم سياسي حكيم؟ أين هي الحكمة السياسية في مواجهة التحديات التي تعاني منها المقاطعة؟ أين هي الغيرة على التنمية والإصلاح؟
رئيس المقاطعة في هذا السياق لا يلام وحده، فالنواب الذين يفترض فيهم حمل هم التسيير وتقويم الاختلالات وكرح البدائل، لا يظهر لهم أثر، أما من هم خارج المكتب، فرغم أنهم لا يتوفرون على تفويضات، إلا أن انتقادهم للوضع يبقى غائبا، بلا موقف واضح أو بدائل جادة، ، اما اللجان الدائمة فهي تعد لجان صورية ولا قرارات ولا مقترحات لها، هذا إذا هي انعقدت أصلا.
وبالعودة إلى الوعود التنموية التي قدمت خلال الحملة الانتخابية السابقة، فالوضع يخيب كل الآمال، فلا الإنارة العمومية عرفت تحسنا ملموسا، ولا النظافة عرفت طريقها للأزقة والأحياء، في حين لا تزال معظم الشوارع والازقة محفرة وغير صالحة للسير الجولان، أما المساحات الخضراء التي كانت متنفسا للساكنة فقد تحولت إلى أراض قاحلة لا رونق لها.
أما شارع عمر بن الخطاب، فقد توقفت به الأشغال في منتصف الطريق في مشهد يجسد العبث التنموي ويكذب الدراسات التي قيل أنه تم انجازها سابقا، بينما التنشيط الثقافي والرياضي والاجتماعي أصبح مجرد ذكرى من الماضي، وكأن لا حياة التنموية والتدبيرية في سيدي مومن توقفت ولم يعد فيها نفس.
وها نحن نقترب من موعد الانتخابات المقبلة، دون أن تنفذ حتى 10% من الوعود السابقة، فهل سيكون القادم مجرد نسخة مكررة من نفس الاحزاب و نفس الوجوه ونفس السياسات؟ أم أن الساكنة ستعيد طرح السؤال القديم-الجديد: أليس فيكم سياسي حكيم؟
التعاليق