سؤال الصناعات الثقافية والإبداعية يجمع السياسيين بالفنانين والمثقفين
انطلقت فعاليات المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية بتنظيم من وزارة الثقافة والاتصال وشراكة مع فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب. انعقدت هذه التظاهرة التأسيسية يومي 4 و5 أكتوبر 2019 بفندق سوفيتل حديقة الورود بالرباط.
وتعتبر هذه المناظرة تظاهرة فريدة من نوعها بالمغرب، كما أنها تدعو إلى ضرورة تثمين الثقافة والفن واعتمادهما كدعامات ورافعات أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب دورهما في بلورة إشعاع ثقافي بالبلاد.
وقد عرفت هذه المناظرة الأولى حضور شخصيات وازنة من عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع المدني أيضإ، نذكر من بينهم: محمد الاعرج وزير الثقافة والاتصال، الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، عبدالله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، زهير شرفي، الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية، نائلة التازي، رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، هشام عبقاري، نائب رئيس فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية ومدير مسرح محمد السادس، خالد سفير، الوالي المدير العام للجماعات المحلية، فريد بن سعيد، رئيس مجموعة طينور والرئيس المؤسس للأوركيسترا الفيلهارمونية المغربية، محمد ساجد، وزير السياحة. بينما سجلت المناظرة غياب كل من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وزير الاقتصاد والمالية محمد بنشعبون، وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، وقد اعتذروا عن عدم الحضور.
واستمرت المناظرة على مدى ثلاثة أيام، نوقشت فيها قضايا نشأة الهوية الثقافية المغربية، المنبثقة عن الروافد التي تكونها، عن غنى واستمرار تراثها، وكيف أضحت هذه الهوية رأسمالا غنيا يجب العمل على تثمينه لجعله رافعة للتقدم. كما أن الأجيال الشابة والصاعدة مطالبة،اليوم، بتعبئة أحسن للانصهار بعالم أكثر انفتاحا. وحاول المتدخلون الإجابة عن مجموعة من الأسئلة من قبيل: كيف يمكن للفن والثقافة أن يساهما في انعتاق الشباب وتمكينهم من فرض ذواتهم؟ أية مكانة يمكن إعطاؤها للفن والثقافة بالمدرسة وبالفضاء العام؟ وما السبيل لتعبئة الفاعلين العموميين والخواص؟
ومن ناحية أخرى، فقد تناولت المناظرة الثقافة اليوم في مواجهتها للعديد من المتغيرات، من حيث الإنتاج، النشر، والاستهلاك. ذلك أن التحول الرقمي، عمل قطيعة، أفرزت اليوم نماذج اقتصادية جديدة، ومعها انتظارات وآفاق جديدة. ويبدو الإبداع ضروريا لدعم القطاع الثقافي، لتشجيع إنتاج المحتويات وتحسين الولوج إليها. ويمكن اعتماد بعض النماذج الأجنبية كمصدر للإلهام.
وكلما تحدثنا عن احترافية مهن الثقافة والإبداع، كلما توجب علينا طرح المفاهيم المقاولاتية للتسويق، النشر، الترويج، المردودية الاقتصادية والربحية وإكراهاتها. أمام منافسة النماذج الثقافية والإعلامية الدولية، أية مكانة بقيت لإنتاجاتنا ولمواهبنا بالسوق الوطني؟ ما السبيل لولوج أماكن النشر والتوزيع؟ وأية آفاق على المنصات الرقمية؟.
وقد استطاعت هذه المناظرة تجميع مختلف الفاعلين المهنيين والأطراف المعنية عمومية وخاصة. ومن المرتقب أن تساهم هذه التعبئة العامة، مستقبلا، في تشجيع بروز صناعة ثقافية وإبداعية مدرة للدخل، ثقافة ذات قيمة وقادرة على خلق مناصب للشغل عبر مختلف ربوع جهات المملكة.