رشيد بوجدرة يفضح كتابا وأدباء جزائريين
أثار كتاب أصدره الروائي رشيد بوجدرة بداية أكتوبر الجاري زلزالاً في المشهد الثقافي الجزائري، بعد الجدل الكبير لما احتواه من تهم وسرد لسير أدباء وكتاب يعيشون في المهجر، اعتبر أنهم زيفوا الحقائق التاريخية، وشككوا في شرعية الثورة التحريرية وأرادوا تبييض وجوه بعض الخونة.
رشيد بوجدرة المعروف بخرجاته الإعلامية المثيرة، تناول هذه المرة في كتابه مهربو التاريخ جانباً من حياة زملائه في الرواية والشعر، منهم من وصفهم بالخونة، ومنهم من اتهمهم بالإرهاب والخداع.
وقال بوجدرة في مقدمة كتابه “هؤلاء تنطبق عليهم مقولة ابن خلدون الشهيرة حول: انبهار المنهزم بالمنتصر، إذ تشوب كتاباتهم نوستالجيا غريبة إلى جنة الاستعمار المفقودة!”.
لعل أكبر تهمة احتواها الكتاب، هو ما جاء في حق الكاتب الجزائري كمال داوود المقيم في فرنسا، والذي كان ضالعاً حسب بوجدرة في الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في الجزائر وهي “الجيا” أي الجماعة الإسلامية المسلحة.
إلى ذلك قال بوجدرة في كتابه أيضاً بأن داوود يشيد بأعداء الجزائر والثورة من خلال استغلاله للذكرى المئوية لولادة الروائي الفرنسي ألبير كامو ليتملّق الفرنسيين برواية “ميرسو تحقيق مضاد” التي يحتفي فيها بالانتماء الجزائري المزعوم لـ “كامو”، في حين أنّ هذا الأخير، كما تبيّنه مراسلاته مع “جان سيناك” و”ريني شار”، لم يكن يعترف بوجود شيء اسمه الجزائر إبان حرب التحرير ضد المستعمر.
الأديب الجزائري الثاني الذي لم يسلم من نيران كاتب مهربو التاريخ هو الكاتب بوعلام صنصال، المقيم أيضاً بفرنسا، واعتبره من الكتاب الذين هاجموا الثورة وشككوا فيها من خلال وصفه لبعض قادة الثورة بالنازية في كتابه “قرية الألماني”.
كذلك، حسب الكتاب، فقد أقدم صنصال على وصف ثوار التحرير بالإرهابيين، كما شكك في معارضته للسلطة قائلاً “صنصال يريد تصفية حساباته بعد قضائه 39 سنة موظفاً في إحدى الوزارات في الجزائر”.
بعد ذلك يأتي الروائي ياسمينة خضرا الذي اتهمه بالترويج للجانب الإنساني والإيجابي للمستعمر الفرنسي في روايته “فضل الليل على النهار” وتناسى كما قال بوجدرة “تضحية الجزائريين ومقاومتهم المحتل”.
وحملت الرواية أيضاً ترويجاً للتعايش بين المعمرين الفرنسيين والمسلمين الجزائريين، بعدما كانت فرنسا تصف مناطق في الجزائر “بفرنسا المسلمة”.
كما تطرق كتاب بوجدرة أيضاً إلى الأديبة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية فريال فيرون، التي وصفها بالخداع، لما تسللت إلى وسائل الإعلام الرسمية في الجزائر للترويج لروايتها التي تمجد جدها بوعزيز بن قانة.
وبوعزيز بن قانة، حسب تصريح الباحث بلال بارة، هو باشاغا (صفة تطلق على كبار المتعاونين آنذاك مع الإدارة الفرنسية) وبالتالي كان من الجلادين”.