رشيد الوالي يتحدث عن “نوح لا يعرف العوم” في أمسية ثقافية

بحضور ثلة من المهنيين، المتتبعين والمهتمين بالشأن السينمائي، شهدت احدى قاعات سينما “ادن كلوب” بالدار البيضاء، مساء أمس الخميس، لفاء سينمائيا مع الممثل والمنتج والمخرج رشيد الوالي.

افتتحت الفعالية بتقديم ورقة تعريفية عن Transitus foundation الجمعية المنظمة لهذه الأمسية الثقافية، ليعرض، بعد ذلك، الشريط السينمائي “نوح لا يعرف العوم” الفائز بجائزة أحسن موسيقى في المهرجان الوطني 19 للفيلم بطنجة، والذي سبق أن مثل المغرب، بين 25 دولة،  في النسخة التاسعة من المهرجان الفرنكوفوني المقام، مؤخرا،  بجنوب افريقيا، واختير للمشاركة في المسابقة الرسمية للفيلم الفرنكوفوني بالعاصمة الايطالية روما.

وتلى العرض، مناقشة الفيلم من زاوية “تأثير السينما الاجتماعية”، أغناها الباحث الاجتماعي محمد شقير الذي أشاد بالمسيرة الفنية للفنان الوالي، الممتدة لأكثر من 34 سنة، وتحدث عن تجربته الاخراجية، التي تستقي موضوعاتها، حسب رأيه، من التيمات الاجتماعية؛ مستشهدا بفيلميه الطويلين “يما” و”نوح لا يعرف العوم”.

وعن تيمتي الاعاقة وزنا المحارم؛ موضوع فيلمه “نوح لا يعرف العوم”، قال رشيد: “تناولت الاعاقة بتصور مختلف؛ بايجابية وحب وسعادة ورضى بعيدا عن الحزن والبكاء”. و”أحسست، أثناء عرض الفيلم، بتعاطف الحاضرين بالقاعة مع جمانة (المغتصبة) وتأثرهم لحالها، وهي من تخلى عنها الكل حتى أمها خوفا من “عطاش”، فمن خلال الأفلام نعيش قصصا وحكايات نتأثر بها فتؤثر فينا حتما، وتجعلنا ننتج ردود أفعال بوعي أو بغير وعي”.

وبخصوص بعض الرمزيات المتضمنة في الفيلم والتي تستفز انتباه المشاهد؛ كعنوان الفيلم وأسماء الشخصيات؛ “نوح” الأب و”عطيل” الابن، قال الوالي”قصدت ذلك، لأنني سعيت لتصوير قصة مختلفة بأسماء مختلفة عن أسماء الناس، في زمننا الحاضر، وأردت أن أحكي عن موضوع صعب بشاعرية، رومانسية وجمالية، كنوع من التخفيف على المشاهد المثقل بالهموم والمشاكل، وكأنني أحكي (خرافة)”.

وقد اقترح الفنان زكرياء عاطفي، الذي يجسد احدى شخصيات “نوح لا يعرف العوم”، أن تنظم جمعية Transitus foundation، مستقبلا، دورة لأفلام رشيد الوالي القصيرة، وأضاف أنه يؤمن بالمخرج الذي يملك مخيلة وفلسفة في اختيار الصور، وهو ما يميز بعض المخرجين المغاربة البارزين، وأنه يصدم أحيانا بسبب بعض الأفلام التي تفتقر لكل مقومات العمل الفني.

وقد أعجب الحاضرون بالفيلم وشكروا الجمعية وضيفها المتميز، ليختتم اللقاء بتسليم تذكار للفنان رشيد الوالي وأخذ صورة جماعية معه.