
جمال فكري
حينما كنت أستمع لراديو France info الفرنسي، تَلاثَ أيامٍ خَلَتْ، ،إنْتابَني شعورٌ بالذهول أوّل مَرّة بعد سماع الصحافي، مقدِّم البرنامج، و هو يُحْصِي و يعُدُّ جَحافِلَ الحُشود الوطنية و العربية التي تُشجِّعُ مُنتخبَ المغرب بمونديال قطر و كيف أنّ هذا التشجيعَ “بَايَعَ”،ليس فقط بِدَوْحَةِ قطر بل و في أماكنَ عديدة في العالم و دونَ سابقِ “مشاورات”، الفريقَ الوطني المغربي بهذه الكيفية، كما لو أن هذا المُنتخَب هو منتخَبُ كُلِّ العرب! لكنْ ما جعلَ سحابةَ بعضِ التساؤلات تَنْجَلي من ذهني، هي الرؤية التي تكَشَّفتْ بعدَ سماعِ مُداخلة الصِّحافية الفرنسية في “البلاطو” و هي تقول بصريح العبارة: إنّها السياسة..!
الطريقة التي تَلفَّظتْ بها الصحافية كانت كافيةً لِتُلخِّصَ ما تناولَه مُقدمُ البرنامج في عَرْضِه، لِتُعْطِيَنا في الأخير الفحوى الضّمني “l’implicite”: طُغيانُ مَنْسوبِ القَومية التي يطبَعُ فكرَ و وِجْدانَ العالم العربي و الإسلامي،كَنَزْعَةٍ أبَدِية لَصيقةٍ بهِم لا يَزِيغُون عنها و لا يَستبدِلُونها أبدا..
و عبًرَ الصِّحافيان عن هذا في الأخير بالقول و بإسْتِهْجانٍ كبير:
حتى الجزائريون شاركوا المغاربة أفراحَ فوزِهم، مُتَغاضِين عن أَوْمَآتِ حُكامِهِم الرافضةِ لذلك! شيء غريب، يَسْتَطرِد مقدم البرنامج، يبعثُ عن إزدواجيةٍ صريحةٍ و يطرحُ أسئلة عريضةً، سِيَما و أن كل العرب و المسلمين كذلك قاموا برفع الأعلام الفلسطينية خفّاقةً،يَتقدّمُهم المغرب،البلد الذي يُعَدُّ من الأوائل الذين قاموا بالتطبيع مع إسرائيل!
ممّا شَكَّلَ غَبَشاً على مستوى منظومةِ المنطِق لَدَى مُقدِّمِ البرنامج و جَليستِه، هي في العُمقِ أسئلةٌ إسْتِنْكاريةٌ المُرادُ منها وضعُها على طاولةِ لِمَنْ يَهُمُّهُ الأمر..!
أضف تعليقك