حاورته: سميرة زيــدانــــــــي
• د. مهدي عامري: كاتب وأستاذ باحث بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، من مواليد فاس يوم 10 أكتوبر 1981، حاصل على شهادتي الدكتوراه والتأهيل الجامعي في علوم الإعلام والتواصل بجامعة بوردو (فرنسا) وفي كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط. يمتلك خبرة مهنية في التدريس والتدريب والتكوين الجامعي والبحث العلمي الأكاديمي والتنمية الذاتية والعمل الثقافي والسينمائي تفوق 13 سنة، عمل سابقا كأستاذ متعاقد ومنسق تربوي بالمدرسة العليا للتواصل والإعلانات بالدار البيضاء، واشتغل أيضا في السنوات الأخيرة أستاذا جامعيا بدوام كامل في مجال الإعلام والاتصال بفرنسا. صدر له بالعربية: “أحلام ونهاية الأحلام”، و”أترك الجمود وابدأ التغيير. الفن والأسلوب والتواصل”، و” تستطيع أن تكون ناجحا. كتاب للإلهام والأمل”، و” تسليم. الوباء في زمن الأمل”.
• في البداية أرحب بك د. مهدي عامري في جريدة إفادة، وأشكرك جزيل الشكر على إجراء هذا الحوار معي رغم انشغالاتك الكثيرة. وأبدأ بأول سؤال، ماذا تمثل الكتابة في حياتك؟ ومن أين يستمد د. مهدي عامري الإلهام؟
تعد الكتابة بالنسبة لي طريقة أصيلة للتعبير عن رؤيتي للعالم وعن انشغالي بقضايا العصر وبالهموم والمشاكل التي تعرفها المجتمعات المعاصرة، وهي أيضا متنفس ووسيلة لتفريغ المشاعر وللتواصل الإيجابي مع الجمهور الذي يطالع مؤلفاتي ومقالاتي.
أستمد الإلهام للكتابة من عدة مصادر من بينها على سبيل المثال ملاحظاتي حول المجتمع، الساعات الطويلة التي أقضيها جالسا في المقاهي وأنا أعمل أو أحضر دروسي، و أنا أدردش مع الأصدقاء، من علاقاتي الاجتماعية الكثيرة سواء مع الطلبة أو مع أفراد من العائلة أو مع أشخاص من ثقافات و جنسيات مختلفة، ومن الأسفار التي أقوم بها والقراءات المستمرة و المتنوعة التي تشمل مجال تخصصي كأستاذ في التواصل إضافة الى مجالات أخرى مثل القصة و السينما و النقد الأدبي ناهيك عن التطورات الحاصلة في الآونة الأخيرة في مجالات أكثر من مهمة ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي وثورة الديجيتال وما إلى ذلك من المستجدات وقضايا العصر التي أعتقد أنها بالغة الأهمية و أنها مصدر إلهام حقيقي بالنسبة لي.
• صدر لك كتاب: “تحولات التواصل في عالم متغير”. لماذا قررت إصدار هذا الكتاب؟ ولمن توجهه؟
“تحولات التواصل في عالم متغير” كتاب شعبي جماهيري من تأليفي تم إصداره السنة الماضية أي عام 2022، و يتوجه إلى جمهور عريض من المتابعين و القراء بجميع الأعمار، باعتبار أن هذا الكتاب يبسط مجموعة من المعارف و القضايا المرتبطة بالتواصل والطفرات و التحولات الحديثة للتواصل والإعلام في الفترة الأخيرة، ويشمل ذلك بطبيعة الحال ثورة التعليم عن بعد والعمل عن بعد و الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية، فهذا الكتاب يتناول هذه القضايا من خلال مجموعة من الدروس التفاعلية التي تم وضعها على منصة اليوتيوب والسوشيال ميديا في الأشهر الأخيرة وحظيت بنسب مشاهدة عالية، وقد تم الرجوع إلى هذه الفيديوهات وتفريغها وتنقيحها وإعادة كتابتها وتوليفها وتوضيبها في كتابي “تحولات التواصل في عالم متغير” الذي يمكن أن يجده كل قارئ مهتم على الأنتريت.
• في نظرك، ما الذي يميز هذا الإصدار عن باقي إصداراتك السابقة؟
ما يميز “تحولات التواصل في عالم متغير” عن باقي الكتب والإصدارات السابقة أن المادة الخام التي يستند عليها عبارة عن مجموعة من المحاضرات التفاعلية والدروس التي أمنتها لفائدة المجتمع المدني والجمعيات في السنوات الثلاث الأخيرة منذ 2020 وذلك بالتزامن مع زمن جائحة كوفيد 19، وتمت مشاهدتها ومشاركتها إلى حدود الساعة على نطاق واسع في اليوتيوب وعلى السوشيال ميديا بحيث أن نسب المشاهدة تجاوزت 100 ألف.
• ذكرت أن المادة الخام لكتابك مستمدة من سلسلة من الدروس التفاعلية الرقمية التي نظمتها لفائدة جمهور عريض من المتابعين، ولقد وقع اختيارك على ثمانية فيديوهات ضمن سلسلة تضم قرابة عشرين فيديو / درسا تفاعليا. فما الذي جعلك تختار هذه الفيديوهات الثمانية دون غيرها ؟
اخترت هذه الفيديوهات الثمانية من بين نخبة من الفيديوهات التي بلغ عددها الكلي 20 فيديو و كلها موجودة على قناتي في اليوتيوب وتمت مشاهدتها أونلاين online أزيد من 100 ألف مرة في الأعوام الثلاثة الأخيرة. فتم تفريغها وتنقيحها وجعلها تصب في الإشكالية الرئيسية لكتاب “تحولات التواصل في عالم متغير” وهي تتفرع بدورها إلى ثلاث نقاط أساسية: الثورة الرقمية المعاصرة، والذكاء الاصطناعي، والتعليم عن بعد.
• ما الهدف الذي تريد إيصاله لقرائك من خلال هذا المؤلف؟
غايتي من كتاب “تحولات التواصل في عالم متغير” هي مواكبة التطورات والتحولات الحاصلة في مجال التواصل في الثلاث سنوات الأخيرة والتي تزامنت مع جائحة كورونا على مستوى التعليم عن بعد، العمل عن بعد، وأيضا ثورة الذكاء الاصطناعي، وتقديم هذه التحولات وفق رؤية نقدية فاحصة يراد منها التأمل والتفكير في هذه التحولات من زاوية إعلامية وتواصلية بامتياز.
• لماذا فضلت النشر الإلكتروني لهذا الكتاب وكتبك السابقة وعدم الاقتصار على النشر التقليدي فقط؟
عندما تضع كتابا أونلاين online فأنت تتيح قراءته وتداوله على مجال واسع لكن عندما يقتصر الطبع أو النشر على الفضاء التقليدي يعني أن تطبع كتابا وتضعه في المكتبات أو تعطيه للأصدقاء فإن عملية إيصال المعارف الموجودة ضمن هذا الكتاب تظل قاصرة جدا.
أعتقد أن أفضل طريقة لترويج كتاب وإتاحته على نطاق واسع هي أن يوضع أونلاين online لذلك اخترت بالنسبة لكتاب “تحولات التواصل في عالم متغير” كما هو الشأن بالنسبة للكتب السابقة وهي “تسليم. الوباء في زمن الأمل”، و “تستطيع أن تكون ناجحا. كتاب للإلهام والأمل”، و “أحلام و نهاية الأحلام”، و “اترك الجمود وابدأ التغيير”، أن يوضع أونلاين فكنت حريصا على ذلك حتى يصل إلى أقصى عدد ممكن من القراء و فعلا تم ذلك.
• تناولت في كتابك ثمانية فصول و هي كالتالي:
- الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان
- تغلب على الخوف
- مفاتيح الاستمتاع بالحياة
- وباء كورونا فرصة لبناء الإنسان
- الحياة عن بعد في عالم كورونا
- تغلب على التوتر في محيط العمل
- مستقبل القراءة والتعليم في عالم متغير
- طور مهاراتك في زمن الذكاء الاصطناعي
في رأيك… هل يمكن أن ندرج هذا الكتاب ضمن مؤلفات التنمية الذاتية لأنه يحث على التفاؤل و الأمل أم أنك تصنفه في مجال آخر؟
كتابي “تحولات التواصل في عالم متغير” يقع في مجال تخصصي أي الإعلام و التواصل. أما بخصوص سؤالك “هل يمكن إدراجه ضمن خانة كتب التنمية الذاتية” ؟… أود أن أقول أن هذا الكتاب هو كتاب هجين تجد فيه بالأساس ما يهم الإعلام و التواصل، و تجد فيه روح الأمل و فلسفة التنمية الذاتية لأن عددا من فصوله يحث على التفاؤل و العمل البناء و التحلي بالإيجابية في الحياة.
• نلاحظ أن هذا الإصدار وإصداراتك السابقة تحث على التفاؤل والأمل والتحفيز الذاتي لكثير من الناس، فهل مرت لحظات على د. مهدي عامري شعر فيها بالفشل أو الإحباط؟ وهل هناك نجاح دائم لا يعرف أي لحظات فشل؟
من المؤكد أن مهدي عامري – العبد لله – تعرض لفترات من الإحباط والفشل في حياته وهذه المسألة طبيعية جدا، فكما نقول بالفرنسية il y a toujours des hauts et des bas بما يعني دائما أن هناك أوقات صعبة و أوقات من السعادة و أوقات من الحزن. وأتذكر أنه من ضمن الفترات الصعبة التي اجتزتها في حياتي هي فترة الحجر الصحي التي ظللت خلالها ماكثا في البيت قرابة مائة يوم محترما لتعليمات العزل الصحي والتباعد الاجتماعي وما إلى ذلك….. وكانت هذه الفترة صعبة على المستوى النفسي غير أنه بفضل الله حولتها إلى فترة من التفكير والتأمل وممارسة الرياضة والحرص أيضا على الأكل المتوازن وتغيير الكثير من العادات والتحلي بعادات إيجابية سواء رياضيا أو على المستوى الغذائي وما إلى ذلك من الأمور، فهذه الفترة كانت صعبة غير أنني حولتها إلى طاقة خلاقة واستفدت منها كثيرا وكانت أيضا فترة إلهام وفترة فيض و فتح معرفي وإلهام كبير لأن هناك الكثير من الكتب والإصدارات التي رأت النور في السنوات الأخيرة كتب جزء كبير منها في فترة الحجر الصحي و ما بعده، فكانت هذه الفترة الصعبة مصدر إلهام حقيقي بالنسبة لي وأمدتني بالكثير من الأفكار و أيضا من خلالها طورت مهاراتي وملكاتي ككاتب مناضل متغلغل في أعماق المجتمع و كفرد ذي نزعة إنسانية و عالمية بامتياز.
إن الأشخاص الإيجابيين أو المغرقين في الإيجابية ومدربي التنمية الذاتية من الممكن أن يمروا بلحظات من الإحباط ومن الحزن. هذه المسألة طبيعية جدا كما أسلفت، فلا يعتقد القارئ لمؤلفاتي حول التنمية الذاتية أنني شخص “سوبرمان” وأنه لا تمر علي أوقات أكون فيها حزينا أو محبطا فهذه المسألة غير واردة. غير أن الفرق ربما بيني وبين الإنسان غير المتخصص في مجال التنمية الذاتية والإنسان الذي يفتقر إلى خبرات الدعم النفسي أنه عوض أن تمر علي فترات طويلة من الكآبة والحزن تقاس بالشهور المديدة فإنه بفضل تقنيات التعامل مع ضغوطات الحياة التي يمكن أن نتعلمها من خلال تمارين التركيز والاسترخاء والتأمل يستطيع كل ممارس للتنمية الذاتية أن يقلل ويقلص فترات هذا الحزن… فعوض أن يمر بفترة مقدارها 9 أشهر فانه يستطيع بفضل التأمل والاسترخاء والتحلي بالتفكير الإيجابي أن يقلصها ربما إلى شهر أو شهرين أو ربما أقل من ذلك…
• كيف كان الإقبال على مؤلفك”تحولات التواصل في عالم متغير” ، وما هي الآراء التي وصلتك عنه ؟
الحمد لله… كان الإقبال على كتاب “تحولات التواصل في عالم متغير” ممتازا حيث قرئ منه أزيد من 500 نسخة إلى حدود الساعة، وهذا رقم ضخم في زمن مقاطع التيكتوك واللاقراءة. كما أني حولت هذا الكتاب إلى برنامج في عشر حلقات ووضعته على قناتي في اليوتيوب في الأشهر الأخيرة وقد حقق نسب مشاهدة عالية لهذه الحلقات تجاوزت 2500 مشاهدة. كما نظمت في مارس 2023 حفل توقيع لهذا الكتاب في المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط وقد استحسنه الجمهور وتفاعل معه بشكل طيب…
• نريد منك د. مهدي عامري كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار…
أشكركم جزيل الشكر على هذا الحوار الماتع و الشيق و أتمنى أن يظل التواصل بيني وبين قرائي في أوروبا و المغرب و العالم العربي قويا و إيجابيا و مفعما بالفائدة و القيم النبيلة و المشاعر الإنسانية الدافئة، كما أتمنى أن أظل دائما و أبدا حاملا لمشعل المعرفة و الحب و الأمل. وخير ما أختم به كلامي هو استشهادي بشيخي و حبيبي في الله محي الدين بن عربي
“أدين بدين الحب أنَّى توجهتْ ركائبه، فالحب ديني وإيماني”.
Warning: Undefined variable $postData in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Attempt to read property "ID" on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
تعليقات الزوار 2