
جرد مخلفات شغب “الأحد الأسود” يكشف عن واقعٍ إشكالية
بقلم: فاطمة حطيب
خسائر المجمع الرياضي ” الأمير مولاي عبد الله” بالرباط، غداة يوم الأحد 13 مارس الماضي، على خلفية أعمال الشغب التي تعرض لها، و التي واكبت لقاء الجيش الملكي بنظيره المغرب الفاسي، تحيلنا على حكاية “الثرثار و محب الاختصار” حينما قطع الأخير استرسال رفيقه المسهب في الحديث ، و هو يحمله ما آل إليه حاله جراء المرض ،أمانة لأهله قائلا له: سأقول لهم مات و السلام!
لو أسقطنا هذه الحكاية على ما آل إليه حال الملعب ساعة الانفلات لوجدنا كذلك الكارثة ثقيلة، فحجم الخسائر يعد و لا يحصى لحد نقول معه، مات و السلام حتى لا يمل السامع و القارئ و يسأما من طول لائحة جرد الخسائر، و لكن الوضع هنا يحتم علينا هذا الجرد مهما كان مملا.
هي أحداث تمخض عنها إتلاف همجي تجاوز مليار سنتيم، وفقا للتقييم الذي توصل إليه الخبير المحاسباتي و أجمل خسائره المفوض القضائي الذي أوكل إليه تعدادها و توثيقها، في إتلاف حوالي 2500 كرسي، و جميع اللوحات الإلكترونية المعدة للإعلانات، و شاشة العرض، و 18 بوابة للخروج و جميع بوابات الدخول، و كذا الحائط الزجاجي المتواجد بمدخل المنطقة المختلطة.
و لحقت الأضرار كذلك بمقصورة الشخصيات و المعدات الرياضية، إضافة إلى مخزن هذه المعدات و كل معدات صيانة الملعب، كما تم تخريب معدات قاعة الندوات و كذا إلحاق الضرر بعشب الملعب، و إحداث حرق على مستوى الحلبة المطاطية نتيجة رمي الشهب الاصطناعية.
و إمعانا في الشغب، تعرضت كامرات المراقبة بالملعب للإتلاف، إلى جانب تخريب جميع المرافق الصحية الخاصة بالملعب و سياجه الحديدي، هذا إلى حجم الإصابات الجسيمة التي خلفتها “الهجمة” بين صفوف أفراد القوات العمومية و الجماهير، نتيجة الرشق بالحجارة و الأجسام الصلبة، و اللائحة قد تطول.
وضع مأزوم كما يبدو، يطرح إشكالية معقدة، كان لزاما علينا تعرية ظاهرها، لتبقى خباياها تطرح سؤالا بحجم ألف سؤال: ” لماذا “و يبقى الجواب مفتوحا.
التعاليق