إفادة الأربعاء 04 أبريل 2018 - 10:19

جديد سندباد القصة المغربية أحمد بوزفور

…ما 

1 شيء ما:
هناك شيء ما يثير الخوف في هذا البيت, أعيش وحيدا, تعودت أن أتحرك فيه بتلقائية وأمان حتى في الظلام, اعرف أماكن الأثاث, والأبواب والنوافذ..وأسير فيه دون أن أرى .. حتى في ضوء النهار أو الكهرباء.. أسير فيه دون أن أرى, اعتمادا على الذاكرة فقط. أسير حسب العادة وذهني منصرف غالى أفكار أو تأملات او أحلام .. أمارس حياتي كحيوان مدرب على الحياة..دون خطأ, وجون ملل … لكن شيئا ما أصبح يثير الخوف في هذا البيت.

2  شخص ما: 
تسرب الخوف إلى أحلامي, رأيت … كلا أحسست دون أن أرى أن هناك شخصا معي في الحجرة التي أنام فيها, مددت يدي ببطء إلى زر الضوء على الحائط فلم تمتد, أحسست بها ثقيلة كأني احمل فوقها طنا من الخوف غير المرئي, مددتها مصمما .. ومصرا ..حتى وصلت إلى الزر .. ضغطت عليه فلم يشتعل الضوء, بقي الظلام ظلاما, هل انقطع الضوء مرة أخرى؟
أين وضعت الشمع؟
أفقت فجأة, كان كابوسا, ضغطت على الحائط فأنار الحجرة, لا احد معي, الحجرة خالية إلا مني, ولكنني أحس – ما ازال – بشخص ما في الحجرة ما يزال, هو غائب, ولكن غيابه ثقيل ضاغط كأنه حضور شخص من زيت, ثقيل ولزج ومتسرب منساب .. ويلطخ كل المرئيات.

3 فكرة ما:
أخذت القلم والدفتر الصغير من طاولة السرير الذي أنام عليه, وبدأت في تدوين الفكرة.. ولكنها طارت, كانت هنا.. على طرف لساني, أكاد أقولها .. على رمش عيني, أكاد أراها بين السبابة والإبهام.. أكاد المسها, ولكنها طارت.. فكرة رائعة وعميقة وأصيلة .. فكرة جديدة تماما, وغنية.. من الممكن أن تولد منها عشرات الأفكار .. ولكنها طارت.
لم تمطر تماما, ما تزال هنا, قريبة جدا, على سطح ذاكرتي, ولكن رؤيتي للواقع من حولي حجبها, كنت شديد الغفلة عن الواقع, قوي العلاقة بعالم الأفكار, ويبدو أن الغفلة توسعت حتى شملت عالم الأفكار أيضا .. ضاعت الفكرة, وكم مثلها فارقتني وهي تبزغ.

4  أنا ما:
رأيتني نائما على السرير, وحين نقلت عيني إلى المكتب رأيتني اقرأ كتاب .. ثم رأيتني في المطبخ احضر فنجان قهوة.. في التواليت .. في الشرفة ..رأيتني في الشارع راجعا إلى البيت, وحين أغمضت عيني رأيتني داخل الجفنين أحاول عبثا أن اخرج, يا الهي! لابد إني مريض نفسيا. 
ما اسم هذا المرض ؟هل له دواء ؟ وما دواؤه؟
لكنني في كل الصور, لم أكن واضحا, كأنني لست شخصا, كأنني مجرد كلمة.. ومكتوبة بقلم رصاص.
من ينقدني من الخوف المزلزل؟ من يأخذ ممحاة … ويمحوني ؟

التعاليق

المزيد من ثقافة وفنون

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق