تقرير يرصد ضعف الإحصائيات الدقيقة المرتبطة بقضايا الشباب
افادة – رشيد خالص
اعتبر تقرير برلماني حديث أن تنفيذ البرامج والمشاريع على المستوى الترابي التي تدخل في إطار الاستراتيجيات القطاعية يتم بطريقة يطبعها التشتت وضعف التنسيق أو انعدامه في بعض الأحيان، الأمر الذي يؤدي إلى تشتت الجهود والموارد.
وحسب تقرير المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالتحضير للجلسة السنوية لتقييم السياسات العمومية المرتبطة بالشباب 2017-2021، بمجلس المستشارين، فإن برنامج “إنطلاقة”، الذي أطلقته الحكومة لدعم حاملي المشاريع ومواكبتهم لولوج الدورة الاقتصادية، لا تراعي نوعية المشاريع واستدامتها بقدر ما يحكمها هاجس تدبير الأغلفة المالية لهذه الطلبات، حيث أن نسبة الاستجابة والموافقة على الطلبات ذات التمويل المنخفض تحظى بالأهمية والموافقة أكثر بكثير من ملفات المشاريع التي تتطلب تمويلا أعلى نسبيا، وإن كانت ذات أثر اقتصادي أهم واستدامة أطول وتوفر مناصب شغل للشباب على مستوى الجهات وهو ما يحد من فعالية ونجاعة هذا البرنامج الطموح، يعلق التقرير.
وأشار ذات المصدر إلى عدم التمكن الجيد من المهارات اللغوية يؤدي إلى حرمان فئة عريضة من شباب الجهة من الفرص الاقتصادية المتاحة في القطاع الخاص، (قطاع ترحيل الخدمات “الأوفشورينغ، اللوجستيك…).
وسجل التقرير مفارقة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، تتمثل حاجة بعض القطاعات لليد العاملة بمقابل تصريح العديد من الشباب بصعوبة الحصول على فرص عمل بنفس الجهة، في حين جهة كلميم واد نون تعرف نقصا حادا في فرص إدماج الشباب بالرغم من المؤهلات الاقتصادية الكبيرة، يضيف ذات المصدر.
كما سلط التقرير الضوء على ما وصفه بالنقص الحاد في الموارد البشرية وكذا الإكراهات المتعلقة بتغطية تراب الجهات ذات الامتداد الجغرافي القروي والجبلي، حيث أن بعض الشراكات التي تبرهما بعض مجالس الجهات مع الوكالة المكلفة بإنعاش الشغل، مؤكدا أنه بالرغم من توفير التمويلات الضرورية إلا أنها تشكل عبئا إضافيا على الوكالة، مما ينتج عنه التأخر في تنزيل وتفعيل المشاريع التي كان م المفروض أن تشكل رافعة تساهم في التشغيل على المستوى الجهوي.
وأكد التقرير أن معهد التكوين في مهن صناعات السيارات طنجة المتوسط (IFMIA)، والمتخصص في تكوين العاملين والتقنيين والأطر التي تشتغل في الوحدة الصناعية، بالإضافة إلى تكوين الموارد البشرية لشركات المناولة وشركات صناعة تجهيزات السيارات المجاورة للمصنع بشكل نمودج ناجح في مجال التأهيل وإدماج الشباب في الحياة العلمية.
ولاحظ التقرير افتقاد عنصر الإحصائيات الدقيقة المرتبطة بقضايا الشباب لدى العديد من القطاعات التي عقدت اللجنة لقاءات معها، والتي حسب المصدر “لم تتمكن من التجاوب مع الأسئلة الموجهة لها، نفس الملاحظة تم رصدها على المستوى الترابي.
كما أكد التقرير على أن هناك ضعف ضبط الإحصائيات والأرقام والبيانات على اختلافها، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن تفرز سياسات وبرامج عمومية نسبة نجاعة وفعالية تنفيذها ستكون ضعيفة.