
تراجع حاد في إنتاج البطيخ بالمغرب بسبب الجفاف وسياسة الحكومة
إفادة – رشيد أبو الوفا
سجل قطاع إنتاج البطيخ في المغرب انخفاضًا كبيرًا خلال عام 2023، حيث فقد أكثر من 140 مليون كيلوغرام مقارنة بالسنة السابقة، وذلك نتيجة للجفاف الحاد الذي يضرب البلاد ونقص الموارد المائية، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية المعروفة بزراعة هذا المحصول.
وبحسب تقرير صادر عن منصة Horto Info، احتل المغرب المرتبة العشرين عالميًا في إنتاج البطيخ، بإجمالي إنتاج بلغ 462.72 مليون كيلوغرام خلال عام 2023، تمت زراعتها على مساحة 14,582 هكتارًا. ورغم الزيادة الطفيفة في المساحة المزروعة، التي ارتفعت بنحو 324 هكتارًا مقارنة بعام 2022، إلا أن الجفاف أثر بشكل مباشر على المحصول، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية، خاصة في مناطق تاتا وزاكورة ودرعة تافيلالت، التي تعاني من ندرة المياه الجوفية.
قيود على زراعة البطيخ لمواجهة الأزمة المائية
نظراً لتفاقم أزمة الموارد المائية، اضطرت السلطات المغربية إلى فرض قيود على زراعة البطيخ في بعض المناطق من أجل الحفاظ على المياه الجوفية، خاصة في درعة تافيلالت، التي تُعد من أكبر المناطق المنتجة لهذا المحصول.
إنتاج عالمي قياسي رغم التحديات المناخية
وعلى المستوى الدولي، بلغ إنتاج البطيخ 104.93 مليار كيلوغرام خلال عام 2023، بزيادة 1.88 مليار كيلوغرام مقارنة بالسنة السابقة، وفقًا للبيانات العالمية. وتستمر الصين في الهيمنة على الإنتاج العالمي، حيث سجلت 63.82 مليون طن، أي أكثر من 60% من الإنتاج العالمي، تليها الهند وتركيا. ومع ذلك، فقد شهدت بعض الدول، مثل تركيا، تراجعًا ملحوظًا في الإنتاج بسبب الجفاف وتأثيرات التغير المناخي، مما يعكس نفس التحديات التي يواجهها المغرب.
أزمة الجفاف تهدد الزراعة المغربية
يواجه المغرب تحديات متزايدة فيما يتعلق بالزراعة، حيث أصبح نقص المياه والتغيرات المناخية من أكبر العوائق أمام استدامة المحاصيل الزراعية. وتبرز الحاجة إلى اعتماد تقنيات حديثة في الري والزراعة، مثل الري بالتنقيط والاستثمار في محطات تحلية المياه، لضمان استدامة الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي في المستقبل.