الأربعاء 13 ديسمبر 11:12
14334
التزمت الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك العالمي، أمس الثلاثاء، على هامش القمة الدولية للمناخ (وان بلانيت ساميت) بباريس، إلى جانب المغرب، بتمويل بقيمة مليون أورو موجه لدعم مبادرة (تريبل أ) التي تتوخى تمكين الفلاحين الأفارقة من التأقلم مع التغيرات المناخية .
وكانت مبادرة (تريبل أ) قد أطلقت سنة 2016 تحضيرا لمؤتمر (كوب 22) الذي عقد تحت الرئاسة المغربية بمراكش.
ويتموقع البنك العالمي اليوم من خلال قيادة مساعدة تقنية شمولية، والوكالة الفرنسية للتنمية من خلال تمويل بقيمة مليون أورو، كشريكين من الدرجة الأولى للمملكة المغربية في إطار مبادرة (تريبل أ).
وتم التوقيع على اتفاق التمويل من قبل وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز اخنوش، ونائبة الرئيس المكلفة بالتنمية المستدامة بالبنك العالمي، لورا توك ، والمدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية، ريمي ريو. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم متعلقة بهذه الشراكة من قبل كل من لورا توك، وريمي ريو.
واستطاع مؤتمرا (كوب 21 ) و(كوب 22) منذ 2015 تعبئة العديد من الفاعلين الحكوميين والماليين، وآخرين من المجتمع المدني من أجل التصدي للتغيرات المناخية.
وتبرز اليوم وسائل تدخل جديدة من أجل مصاحبة البلدان الأكثر عرضة لتأثير التغيرات المناخية، نحو مسارات تنموية متينة .
وتعاني إفريقيا التي لا تتعدى مسؤوليتها على مستوى الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة نسبة 4 في المئة، بشكل خاص من تأثير التغيرات المناخية.
وعلى صعيد القطاع الفلاحي تشير التقديرات إلى أنه في أفق سنة 2025، ستعرف ثلثي الأراضي الصالحة للزراعة بإفريقيا تدهورا، جراء التصحر، كما أن انخفاض المردودية قد يصل إلى نسبة 20 في المئة سنة 2050 .
وعلى الرغم من أهمية الفلاحة بالنسبة للاقتصاد الإفريقي، وهشاشة الأنظمة الزراعية بفعل التغيرات المناخية، لم تستطع القارة استقطاب سوى خمسة في المئة من مجموع التمويلات المرتبطة بالمناخ، مع أربعة في المئة فقط مخصصة للفلاحة.
وفي هذا السياق يطرح على القارة الإفريقية تحد مزدوج يتمثل في تكييف فلاحتها والرفع من مردوديتها.
وتندرج مبادرة المغرب (تريبل أ) ضمن هذا المسار وتهدف إلى تشكيل قطب للخبرة لفائدة بلدان افريقية . كما تتوخى الدعوة إلى تنمية التمويل العمومي والخاص من أجل الملاءمة والفلاحة بإفريقيا، ومن أجل ولوج سهل للمشاريع الإفريقية إلى صندوق المناخ، والنهوض بحلول مبتكرة بهدف الاستجابة للحاجيات الملحة لإفريقيا من خلال إبراز مشاريع وممارسات فضلى إفريقية في عدة ميادين منها التحكم في الماء المخصص للزراعة وتدبير المخاطر المناخية.
وأكد عزيز اخنوش خلال التوقيع على الاتفاق أن مبادرة (تريبل أ) تهدف إلى التحرك من أجل تحقيق تحول في الفلاحة في القارة الإفريقية التي على الرغم من أنها لا تصنف في خانة الملوثين الكبار، إلا أنها تعاني كثيرا من تأثير التغيرات المناخية.
وأشار أيضا إلى أن مبادرة (تريبل أ) تقدم حلولا تتعلق بحرث الأرض، وتدبير الماء الذي راكم بشأنه المغرب تجربة هامة بفضل سياسة السدود، فضلا عن قضايا التأمين وتمويل الاستغلاليات الفلاحية الصغرى.
وأكد أن هذه الشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك العالمي من شأنها تعميم المهارة وتقاسم التجارب، ملاحظا أن المزج بين التمويل والمعرفة يمكن أن يقدم حلولا واقعية للبلدان الأخرى.
من جهتها أعربت لورا توك عن شكر البنك العالمي للمغرب الذي كان وراء هذه المبادرة، مشيرة إلى أن المملكة تتوفر على قطاع فلاحي قوي ومتين.
كما شددت على دور الفلاحة، سواء من أجل ضمان تنمية القارة، أو مواجهة تأثير التغيرات المناخية، مبرزة أن مبادرة (تريبل أ) تندرج في سياق مخطط المناخ للبنك العالمي.
من جانبه أشاد ريمي ريو بالالتزام القاري القوي للمغرب، مشيرا إلى أن مبادرة (تريبل أ) انبثقت من التجربة المغربية الناجحة في مجال الفلاحة. وأضاف أن مبادرة (تريبل أ) تعتبر أرضية مبتكرة لتبادل الممارسات الفضلى، مؤكدا أن التوقيع على هذا الاتفاق سيتيح للوكالة الفرنسية للتنمية أن تصبح شريكا لثلاثين بلدا إفريقيا.
يشار إلى أن مراسيم التوقيع على الاتفاق حضرها على الخصوص وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، وكاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، نزهة الوافي، وسفير المغرب بفرنسا شكيب بنموسى.
وكان المغرب من وراء مبادرة (تريبل أ) من أجل تمكين القارة الإفريقية من فلاحة ذكية ومتينة في مواجهة التغيرات المناخية.
وتهدف المبادرة التي أطلقت قبل سنة في إطار الدورة ال22 لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية بمراكش (كوب 22 ) إلى تيسير إنجاز مشاريع ملموسة لتحسين تدبير الأراضي والتحكم في الماء وتدبير المخاطر المناخية، فضلا عن قدرات وحلول التمويل.
ولا تعتبر هذه المبادرة فقط جوابا أساسيا على التغيرات المناخية ، بل أيضا ردا على انعدام الأمن الغذائي.
أضف تعليقك