تحويلات مغاربة العالم تسجل رقماً قياسياً جديداً يفوق 119 مليار درهم سنة 2024
كشف مكتب الصرف، في تقريره حول ميزان المدفوعات ووضع الاستثمار الدولي برسم سنة 2024، أن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بلغت مستوى قياسياً غير مسبوق وصل إلى 119 مليار درهم، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 3,3 في المائة مقارنة بسنة 2023.
وأوضح التقرير أن تحويلات الجالية المغربية بالخارج واصلت بذلك منحاها التصاعدي، محققة معدل نمو سنوي متوسط يقدر بـ 5,7 في المائة خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس متانة الروابط المالية والإنسانية التي تربط أفراد الجالية بوطنهم الأم، وأهمية هذه الموارد في دعم الاقتصاد الوطني.
وتُعتبر تحويلات مغاربة العالم أحد أهم روافد العملة الصعبة بالنسبة للمغرب، حيث تساهم بشكل مباشر في تعزيز احتياطات النقد الأجنبي، وتمويل الاستهلاك الداخلي، إلى جانب دعم آلاف الأسر المغربية التي تعتمد بشكل أساسي على هذه المداخيل لتغطية حاجياتها المعيشية اليومية.
كما تكتسي هذه التحويلات أهمية متزايدة على مستوى الموازنة الخارجية، إذ تساهم في تقليص عجز الحساب الجاري وتوفير موارد إضافية للاستثمار، وهو ما يجعلها رافعة أساسية للاستقرار الاقتصادي والمالي للمملكة.
ويرى خبراء اقتصاديون أن استمرار ارتفاع هذه التحويلات يعكس الثقة التي تحظى بها المملكة لدى جاليتها المنتشرة في مختلف دول العالم، كما يعكس ارتباط هذه الجالية ببلدها الأم رغم التحديات العالمية، من بينها ارتفاع تكاليف المعيشة في دول الاستقبال والتقلبات الاقتصادية الدولية.
وتبقى التحديات المطروحة مرتبطة أساساً بضرورة توجيه جزء أكبر من هذه التحويلات نحو الاستثمار المنتج والمشاريع التنموية، بدل الاقتصار على الاستهلاك الأسري، بما يسهم في خلق فرص الشغل وتعزيز القيمة المضافة.
التعاليق