إفادة – فاطمة حطيب
أثارت تصريحات المستشار البرلماني “محمد زيدوح” بخصوص هجرة الأطر الطبية المغربية نحو الخارج، و التي كال من خلالها وابلا من الاتهامات للإعلام، ردود أفعال العديد من المهتمين.
فقد اتهم “زيدوح” المستشار البرلماني عن الفريق الاستقلالي للوحدة و التعادلية، و سائل الإعلام لانتقادها الاختلالات و التجاوزات التي يسجلها النظام الخاص، متهما إياها بالتسبب في هجرة الأطباء للخارج.
فخلال اجتماع مناقشة مشروع القانون الإطار، المتعلق بالمنظومة الصحية بمجلس المستشارين، خاطب “محمد زيدوح” و هو طبيب يعمل بالقطاع الخاص، وزير الصحة و الحماية الاجتماعية “خالد أيت الطالب” بقوله: ” إن الحفاظ على القطاع الخاص، يقتضي حمايته من المآسي الإعلامية التي يعاني منها” معتبرا أن ” وجود إعلام مغرض يهاجم المنظومة الصحية، هو سبب إلى جانب أسباب البحث عن شروط عيش أفضل”.
هذا و اعتبر المستشار البرلماني الانتقاد الموجه للمنظومة الإعلامية، أمرا مقصودا لاستثنائه قطاعات أخرى، و النتيجة هجرة 14 ألف طبيب أصبحوا خارج الوطن، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الفئة التي لم تهاجر من الأطباء، بتوفير كل ما يحتاجونه من خدمات، و ذلك بهدف الحيلولة دون هجرتهم.و عقب هذه التصريحات اللاذعة توالت ردود الأفعال، حيث استغرب فاعلون في القطاع الإعلامي ربط موضوع هجرة الأطباء، بوقوف الصحافة على الاعتلالات التي تعاني منها منظومة الصحة.
و في هذا السياق أوضحت “حنان رحاب” نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية: “بأن مستشارا برلمانيا محسوبا على الأغلبية، استغل جلسة لمناقشة مشروع القانون الإطار الخاص بالمنظمة الصحية، ويهاجم الصحافة التي تقوم بدورها في الكشف عن الاختلالات، مضيفة أن الدكتور “زيدوح” استغل جلسة مناقشة مشروع القانون الإطار، ليمرر حساباته مع صحافة لا تقوم إلا بواجبها، بدل أن يكون في واجهة الدفاع عن صحة المغاربة”.و أضافت “حنان رحاب” “أن الاختلالات فصلت فيها تقارير المجلس الاجتماعي و الاقتصادي و البيئي، و اللجنة الخاصة بالنمودج التنموي، و تقارير المفتشية العامة لوزارة الصحة و الحماية الاجتماعية، و المجلس الأعلى للحسابات، إضافة لتقارير من لجنة برلمانية للتقصي، و حتى برنامج حزبه أشار إليها فضلا عن متابعات قضائية كثيرة”، لتتساءل نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية بعد هذا، عما إذا كانت كل هذه المؤسسات متآمرة على المنظومة الصحية.
و تخلص النائبة إلى أن الصحافة لا تنحاز لمهنة ضد أخرى، باعتبارها تنتقد كل المهن لتؤكد، و خاصة بعد رفع “محمد زيدوح” شكوى لوزير الشباب و الثقافة و التواصل بخصوص موضوع هجرة الأطباء، على أن الصحافة لا تخضع لوصاية الحكومة، و أن تحميل الإعلام مسؤولية هذه الهجرة لهو ضرب من العبث.
أضف تعليقك