مع حلول شهر رمضان، يستعيد الفنان اللبناني أحمد قعبور مخزونا تراثيا ألفه على مدى 30 عاما، ويقدم مع الفنانة نادين حسن أمسيات تستحضر الأجواء الرمضانية الساهرة.
وعلى مسرح (مترو المدينة) يقدم قعبور ونادين بصحبة سبعة من الموسيقيين أمسيات (رمضانيات أحمد قعبور)، حيث يجلسون بملابس المنزل حول مائدة فوق المسرح كأنهم حول مائدة رمضانية للإفطار أو السحور ثم ينطلقون في الغناء.
وعلى مدى سنوات، ارتبط اسم أحمد قعبور بشهر رمضان من خلال أغنيات رافقت هذا الشهر وعيد الفطر وصاحبت ألعاب الأطفال ومعاناة بعضهم ولا سيما الأيتام منهم.
وكان (حلونجي يا إسماعيل) العمل الأبرز الذي طبع في ذاكرة اللبنانيين في تسعينات القرن الماضي، حيث جاءت موسيقى قعبور من عمق الواقع البيروتي الشعبي في حلقات تلفزيونية ذاع صيتها، ولعب أدوارها الممثلان اللبنانيان عباس شاهين وعايدة صبرا.
قال قعبور (63 عاما) ”كنت أمام خيارين، يا إما أعمل أغنية جديدة لرمضان أو إنه أستعيد الأغاني القديمة اللي عملتها عبر 30 سنة لرمضان.. فكان الخيار الثاني“.
وأضاف ”قلت آن الأوان إنه الأغاني نجمعهم ونعمل فرقة موسيقية ونستعيد ذكرياتنا وذكريات الناس ومطارحنا وأصواتنا ونحطهم بسهرة نتفاعل فيها لنقول إنه في هذه المدينة اللي اسمها بيروت، في هذا البلد اللي اسمه لبنان، لا زال هناك متسع من الغناء والحب والفرح والتلاقي“.
وعلى المسرح يتم استحضار الأجواء الرمضانية من خلال استعادة عبارات شهر الصوم ”يا نايم وحد الدايم“، ودور المسحراتي في إيقاظ النائمين وأصوات تحضير المائدة وسط الألفة العائلية.
ويتذكر قعبور مراحل عايشها في ليالي رمضان القديمة، فيقول ”فيه ذكريات لها علاقة بطفولتي، لها علاقة بريحة السفرجل لما كانت أمي تحضر المربى فيه، لها علاقة بالمسحراتي اللي كنت أحاول أشوفه ولا مرة توفقت إني أشوفه، لها علاقة ببيروت المدينة لما كانت مدينة حرب وغنيت وقتها ضووا الشوارع وعلوا البيارق، يعني استحضرت العيد بعز العتمة، هدي ذكرى أليمة بس كنت أستعيدها بالفرح، أحول الذكرى الحزينة لطاقة“.
ومن الأغنيات الرمضانية التي غناها قعبور مع الفرقة (علوا البيارق) التي يقول مطلعها ”علوا البيارق علوها وغنوا للعيد/ ضووا الشوارع خلوها تغني من جديد/ أم أحمد تروق بالها وابو أحمد يرقص كرمالا/ والحاجة تزغرط زغروطة توصل لبعيد“.
وتقول المغنية نادين حسن إنها حققت حلمها من خلال أداء هذه الأغنية مع قعبور، ”كنت أسمعهم وأنا وصغيرة فعلق (حاليا) عم أغنيهم خاصة بيروت يا بيروت، علوا البيارق. يعني حلم تحقق“.
ويغني قعبور ونادين مع الفرقة خلال الأمسية أغنية حفرت عميقا في أذهان أهل بيروت، وتقول ”بيروت يا بيروت يا قصة/ بصندوق فرجة كبير بيروت/ رح بضللي للأيام عروسة الأمير“.
وبعد انتهاء الأمسية قال حسن حمورة الذي حضر العرض، إن هذه الأغنيات جزء من تراث البيروتيين واللبنانيين عموما.
وقال ”أحمد قعبور قصة كبيرة، يعني هيدا حلم نلتقى فيه، صار له زمان ما غنى. شيء رائع“.
فيما قال محمد شبارو ”بأعتقد هاي الأمسية الوحيدة اللي بتعطي بُعد لرمضان، بُعد هوية رمضان لبيروت مش بس الممارسة الدينية أو الشعائر الدينية“.
وتمتد أمسيات أحمد قعبور الرمضانية حتى العاشر من يونيو القادم.
أضف تعليقك