بحث علمي سيمكن العميان من النظر

يعمل باحثون على تطوير جهاز يمكّن الأعمى من النظر، والمشلول من تحسس اللمس، وذلك بإسقاط صور ثلاثية الأبعاد على خلايا الدماغ.
قال الباحثون إن محاكاة الادراكات الحسية والمشاعر قد تكون ممكنة باستخدام الضوء أداةً لتغيير عمل الدماغ.

ما زال الجهاز في المراحل الأولى من التطوير، لكنّ الباحثين استعرضوا بعض النتائج الأولية الواعدة في دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر نيوروساينس” العلمية.

وقال عضو فريق الباحثين الدكتور المختص بعلم الأعصاب آلان ماردنغلي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي “إن هذه هي الخطوة الأولى على طريق طويل لتطوير تكنولوجيا قد تكون جهازاً دماغياً افتراضياً يُزرع في الجسم بحواس اضافية أو حواس معزَّزة”.

ويأمل العلماء أن تؤدي تجاربهم الأولية لتعديل خلايا الدماغ في فئران اختبار الى تكنولوجيا قادرة على محاكاة حواس مثل النظر أو اللمس في اشخاص فقدوها.

وقال البرفيسور ايهود آيزاكوف من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ايضاً “ان القدرة على التحدث مع الدماغ ذات امكانية هائلة للمساعدة على تعويض التلف العصبي الناجم عن مرض تنكسي أو اصابة”. 

واضاف ان تشفير الادراكات الحسية في قشرة دماغ الانسان يتيح للأعمى أن يرى والمشلول أن يشعر باللمس.

وتستند التكنولوجيا الى زرع قنوات تتحسس الضوء في خلايا الدماغ تنفتح حين تسقط عليها حزمة ضوء ويحفز انفتاح هذه القنوات خلية الدماغ ذات العلاقة.

وبعد زرع قنوات طُورت خصيصاً في أدمغة فئران تمكن العلماء من التحكم بالخلايا التي أُضيفت اليها هذه القنوات.

واسقط العلماء صورتهم ثلاثية الأبعاد على الطبقة العليا من الدماغ وبذلك تفعيل عشرات الخلايا العصبية مئات المرات في الثانية لتحفيز اشكال حقيقية من النشاط في الدماغ.

ويأمل العلماء ان يخدعوا الدماغ بهذه الطريقة ليظن أنه أدرك شيئاً ما حسياً.
ورغم تأكيد العلماء أن الطريق ما زال طويلا قبل أن تسفر التكنولوجيا عن فوائد تغيّر حياة المكفوفين والمشلولين وغيرهم ممن فقدوا هذه الحاسة أو تلك فانها تشكل تقدماً كبيراً بالمقارنة مع الجهود السابقة لتحفيز خلايا الدماغ.