يوسف معضور
المهرجانات لا تُربي كما يعتقد البعض، وهناك من يريد اقحامها في النقاشات التي تُفتح حول تربية الناشئة، وربطها بفشل منظومتنا التربوية والقيمية والأزمات الأخلاقية التي نعيشها، بل المهرجانات تحديدا الخاصة بالموسيقى الشبابية تبقى فقط متنفسا وفضاء للترفيه والاستمتاع بنوع موسيقي له طقوس معينة.
في الحقيقة يجب أن نُركز أكثر على مؤسسات التنشئة المعروفة والتي يبدو أنها استقالت من أدوارها الحقيقية ونبحث عن مكامن الخلل، ونطرح المقاربة المعروفة ” qui , fait, quoi” وبكل جرأة، لنكُف عن تصدير الأزمات والمشاكل الاجتماعية إلى فعاليات المهرجانات والإقامات الفنية ونمارس الهجوم المجاني في كل مناسبة متاحة، في حين لابد أن نجد الإجابات الكافية عن هذه الأسئلة المقلقة من قبيل، أين دور الأسرة والمدرسة والإعلام؟ ماذا أنتجت كل هذه المؤسسات؟”
طاحت الصّومعة علّقوا البولڤار” هذا ما نستنتجه من النقاش الأخير، وفي كل سنة يُطرح السؤال الشهير منذ عشرين سنة عن تأسيسه ” لماذا البولڤار ؟ ” في استنكار واضح لمن يطرحونه، ولم يستطيعوا في المقابل طرح أسئلة أخرى جريئة وموضوعية نبحث فيها جميعا عن إجابات واضحة.
من حضر يوم الجمعة الماضي “البولڤار” وعاش فوضى وأعمال الشغب التخريب والعنف واستعمال الأدوات الحادة والسرقة التي عرفها ملعب RUC بالبيضاء، سيكتشف أن هذه السلوكيات الخطيرة ناتجة عن تناول الأقراص المهلوسة والمخدرات كمهيجات تفقد من يتناولها السيطرة على سلوكه، وأيضا عن حرمان واضح يطال هذه الفئة الاجتماعية التي تستغل مثل هذه الفضاءات لإخراج حقدها الطبقي والاجتماعي والتهميش والإقصاء الذي تعشيه داخل الأحياء الهامشية التي تنتمي إليها.
يجب أن نكون موضوعيين في مناقشة مثل هذه الإشكاليات والبحث عن المُسببات والدوافع، ونملك الجرأة كي نُسمي الأشياء بمسمياتها، ونقولها صراحة أننا فشلنا في صناعة الأجيال وأصبحنا نعلق شماعة فشلنا على” البولڤار” وغيره من المهرجانات الشبابية والملاعب وغيرها من الفضاءات، عوض الخوض في نقاشات حول نمط موسيقي معين والطقوس التي ترافقه، ونبحث له عن تبريرات واهية نلصقها به ونحاول إظهاره على أنه بدعة فنية وأن عشاقه يعيشون في ظلال وتيه، ونمارس الرقابة على الأذواق الآخرين !
أضف تعليقك