افادة – يوسف غوزالي
صرح رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، اليوم الاثنين في كلمة في افتتاح الدورة العادية الثانية من الانعقاد التشريعي السادس للبرلمان الإفريقي بميدراند، بأن ورش تنفيذ “منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية” يُوجد في صلب اهتمامات المملكة المغربية، بالنظر لأهميتها في تغيير النموذج التنموي القاري، ليصبح أكثر قدرة على الإنتاج وخلق الفرص للجميع.
وأكد ميارة أن هذا المشروع القاري الهام سيمكن من خلق عدد كبير من مناصب الشغل لفائدة الشباب وانقاذ 30 مليون مواطن إفريقي من الفقر المدقع وتحسين دخل 68 مليون شخص، مع زيادة الثروة القارية ب 450 مليار دولار.
ميارة أبرز أن المغرب عمل وفق منهجية طموحة على المساهمة في بناء نموذج قاري “للتنمية المشتركة” من خلال مجموعة من المشاريع والبرامج الدامجة بعدد كبير من دول القارة، تهم تطوير البنيات التحتية والتكوين الجامعي والمهني وتعزيز السيادة الغذائية والطاقية والأمن الصحي وتثمين الموارد الداخلية وتقوية المنظومات الصناعية.
وأضاف رئيس مجلس المستشارين في معرض حديثه أن المملكة المغربية تحرص على تبادل الخبرات والممارسات الفضلى الخاصة بالبرامج الاقتصادية والتنموية، إلى جانب تقوية المنظومات المالية والبنكية لعدد كبير من دول القارة، مما مكن من ارتفاع القيمة الإجمالية للمبادلات التجارية الثنائية للمغرب مع الدول الإفريقية بنسبة 9.5 في المائة كمتوسط سنوي، بالموازاة مع تقوية الاستثمارات المغربية في إفريقيا، والتي تتكون أساسا من الاستثمارات المباشرة في إفريقيا جنوب الصحراء، “مما جعل المغرب أول مستثمر إفريقي بالقارة الإفريقية”.
ونوه ميارة في هذا الإطار، بتنظيم البرلمان الافريقي للدورة البرلمانية الحالية تحت عنوان “تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية”، وذلك في انسجام تام مع موضوع الاتحاد الافريقي لسنة 2023، “وهو ما سيجعل من دورتنا الحالية دورة عمل ومحطة رئيسية للمساهمة في انجاح الورش الاقتصادي القاري الكبير الذي يهدف إلى انشاء أكبر منطقة تبادل حر بالعالم، تضم بسوق قارية مكونة من حوالي 1.3 مليار شخص وناتج داخلي مجم ع يناهز 3.4 ترليون دولار، مما سيمكن من تسريع ديناميات التنمية المشتركة وخلق القيمة المضافة القارية وبناء منظومة اقتصادية افريقية قوية وتنافسية، تشكل المدخل الرئيسي نحو آفاق وممارسات وآليات جديدة في مجال التضامن”.
واستحضر رئيس مجلس المستشارين بقول الملك محمد السادس خلال القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي بكيغالي حول منطقة التبادل الحر القارية : “إن إقامة منطقة للتبادل الحر على الصعيد القاري من شأنها أن تساهم في تعبئة الطاقات وتطوير الخبرات وحفز التفكير الخلاق، كما تستجيب على الخصوص لما يحدو شبابنا من طموح أكيد لبناء قارة إفريقية قوية ومندمجة”، مؤكدا أنه انسجاما من روح التعاون والتضامن والتآزر التي تشكل محور عقيدة التعاون بين المملكة المغربية وأشقائها الأفارقة، يعمل المغرب على الاستثمار من أجل تعزيز الأمن الغذائي القاري، وذلك بمواكبة مجموعة من الدول الافريقية في بناء استراتيجيات فلاحية متقدمة لتقوية السيادة الغذائية وتعزيز القدرة على المنافسة في الزراعة الدولية وولوج أسواق جديدة.
ميارة أشار إلى أن المملكة المغربية تعمل من خلال “المكتب الشريف للفوسفاط” على تطوير سلسلة قيمة قارية متطورة ستمكن افريقيا خلال سنوات من الولوج بشكل عادل ومنصف الى الكميات الكافية من الأسمدة، مشيرا إلى أن المغرب يعتمد رؤية واضحة لتنفيذ مشاريع ستغير الوجه الفلاحي للقارة وستعزز أمنها الغذائي، لعل أبرزها العمل على إنشاء منصة صناعية لإنتاج الأسمدة بإثيوبيا بتكلفة تصل ل 3.7 مليار دولار وبطاقة انتاجية تناهز 2،5 مليون طن سنويا من الأسمدة موجهة للأسواق المحلية وأسواق التصدير إلى جانب فتح مصنع بغانا سيكون مخصصا لصناعة الأسمدة ومصنع ثاني بنيجيريا سيكون مخصصا لصناعة الأمونيا التي ت ستعمل في التخصيب الزراعي
أما بخصوص مجال الطاقة، أكد رئيس مجلس المستشارين، أن المغرب يعمل بمعية جمهورية نيجيريا الإتحادية على إنجاز خط الغاز بين البلدين يمر عبر مجموعة من دول غرب القارة، مسجلا أن الامر يتعلق بمبادرة طموحة لتثمين القدرات الموارد الافريقية وإعادة تشكيل الخريطة الطاقية الاقليمية وتعزيز القدرات اللوجيستية والتنافسية للغاز الافريقي وتقوية تموقعه في السوق الأوروبية. حيث ستبلغ استثمارات هذا المشروع حوالي 25 مليار دولار، ليصبح بعد تنفيده أطول أنبوب غاز بالعالم ومحور الخريطة الطاقية الدولية.
ميارة أكد انخراط مجلس المستشارين في هذه المؤسسة الإفريقية بهدف تعزيز التعاون البرلماني القاري وتقوية سبل التنسيق والتشاور بين أعضاء البرلمانات الوطنية الإفريقية، فضلا عن إبراز الرؤية الإستراتيجية للملك محمد السادس التي تؤكد على التزام المغرب الثابت من أجل إفريقيا موحدة ومتضامنة، وتنمية مستدامة ومتكاملة للقارة.
ويشار أن ميارة ترأس وفدا يضم كلا من من رئيس فريق الاتحاد المغربي للشغل، نور الدين سليك، وعضو فريق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، المخلول حرمة الله، و عضو فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب، محمد العموري.
أضف تعليقك