
الـعـــراق كمـــا يراه لطيف العاني
لطيف العاني فنان عراقي ولد عام 1932 في كربلاء، وتعلم التصوير في فترة مبكرة من حياته، بل وكرّس نفسه للتصوير كمهنة عندما أصبح شاباً، إلى أن انضم إلى مجلة “أهل النفط” التي كانت تصدر باللغة العربية عن شركة النفط العراقية، حيث عمل فيها بين عامي 1954 و1960، وركز خلال عمله هناك على المواضيع المتعلقة بإنتاج النفط.
وتمتد التجربة الفنية للمصور العراقي لطيف العاني لأكثر من ثلاثة عقود، وتشكّل خمسينيات القرن الماضي منطلقها وسبعينياته مستقرها، موثقاً بعدسته تفاصيل الحياة اليومية في العراق عبر مهامه العملية وتجاربه الحياتية وليمضي أيضاً في توثيق رحلاته إلى دول أخرى مكوناً بذلك أرشيفاً استثنائياً شكّل سردية بصرية للعراق واشراقاته وتجلياته في تلك الفترة، وعلى عدة أصعدة.
هذا ويأتي معرضه الفوتوغرافي “عبر العدسة 1979 – 1953 ” الذي نظمته مؤسسة الشارقة للفنون (افتتح في 16 مارس الماضي ويختتم في 16 يوليو 2018) المكون من 70 صورة بمثابة عرض استثنائي استعادي لعراق الخمسينيات والستينيات والسبعينينات اجتماعياً وديموغرافياً وعرقياً، ورصداً لبيئات العراق المتعددة، ومناخاته وعوامله وأحوال الناس الاقتصادية والاجتماعية المتصلة بأبعاد تاريخية ومعرفية متعلقة بالفترة التي يوثقها.
وحول استضافة المعرض قالت حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون: “تمثّل صور لطيف العاني حقبة فريدة من تاريخ العراق؛ تكشف عن التغيرات الدراماتيكية التي حدثت خلال هذه الفترة القصيرة الحافلة بالأحداث”. وأضافت: “بفضل توثيق الفنان لما يحيط به، وتفانيه في أرشفة أعماله، أصبحنا اليوم قادرين على مشاركة هذا التاريخ البصري المهم”.
وقد تنوّعت الموضوعات التي لفتت انتباه العاني، بدءاً من صور الأصدقاء والعائلة، وصولاً إلى المناظر الطبيعية، والطبيعة الصامتة، والآثار القديمة، والهندسة المعمارية. كما وثق أيضاً انطباعاته عن الأماكن التي زارها خلال رحلاته إلى ألمانيا والولايات المتحدة. ويتسم عمل العاني بالغزارة بقدر تنوع اتجاهات الحداثة المشغولة بالجمال، والفن، فضلاً عن الاقتصاد، والمجتمع، والسياسة.
التعاليق